انقضت أيام شهر رمضان، وبدأ الجميع في الاستعداد لموسم جديد، فمع إقبال أيام عيد الفطر المبارك، ووسط معركة الأسر المصرية في اللحاق وتغطية تكاليف المواسم المتلاحقة، قضى طلاب المدارس سباقًا من نوع آخر، خاصة طلاب الثانوية العامة والشهادة الإعدادية.
فموسم الطلاب، وسباقهم خلال الشهر، انقسم ما بين مشقة الصيام، والاستعداد في نفس الوقت للامتحانات الشهرية، والعادات الرمضانية والاستعداد للامتحانات والتخطيط للعيد والالتزام بالدروس.
ومع نهاية رمضان، انقسمت آراء الطلاب بين من وجد في الشهر الكريم فرصة لتنظيم الوقت واستغلاله بشكل أفضل للمذاكرة، بينما يجد آخرون أنفسهم في فوضى من الإرهاق والتأجيل والتراكمات.
تراكم الدروس
"اليوم يمر كأنه لحظة"، بهذه الكلمات عبّرت "سما حسن"، إحدى طالبات الصف الثالث الإعدادي، عن أزمتها خلال رمضان، حيث قالت: "في الأيام العادية، أشعر أن لدي وقتًا كافيًا لكل شيء، لكن في رمضان اليوم يمر بسرعة دون أن أشعر به، ومع انتهاء اليوم أجد نفسي لم أستذكر دروسي بشكل كافي".
أما سارة خلف، إحدى طالبات الصف الأول الإعدادي، فقالت: "عانيت من تراكم الدروس، بسبب اندماجي مع الأجواء الرمضانية، مما انعكس على تحصيلى الدراسي".
واستطردت سارة في حديثها قائلة "قضيت وقتي بين العزومات والمسلسلات، ولم أستطع منع نفسي من السهر، ولذلك حصلت على درجات أقل في امتحانات الشهر، لذلك سأحاول استغلال النصف الباقي من الشهر، من خلال تقليل الوقت الذي أقضيه أمام التلفزيون".
إدارة الوقت
على الجانب الآخر، ترى مرام خالد، طالبة بالمرحلة الإعدادية، أن المشكلة ليست في ساعات الصيام التي تقضيها، بل في قدرتها على إدارة الوقت، مستطردة في حديثها قائلة "التركيز عندي لم يتأثر، لكن المشكلة في العادات الرمضانية مثل السهر والتجمعات، التي تأخذ وقتًا طويلًا من اليوم".
بينما طرح محمود عادل، طالب جامعي، وجهة نظر مختلفة، حيث أكد أنه وجد في رمضان فرصة لتنظيم اليوم بطريقة أكثر إنتاجية، فيقول "في الجامعة، لا أحد سيُذكّرك بما عليك فعله، ولا يوجد معلم يراجع معك الدروس، لذا أحاول وضع خطة مسبقة، وتخصيص فترة السحور والصباح الباكر للدراسة".
أما نرمين حسن، طالبة بالصف الثالث الثانوي، فقالت: "شعرت بأن الضغط مضاعف هذا العام، وحاولت الابتعاد عن التجمعات والمسلسلات، لكن الإرهاق أحيانًا كان أقوى من أي خطة، خاصة مع الدروس الخصوصية".
كسر الملل
التحدي الرمضاني، لم يواجه الطلاب وحدهم، فالمعلمين أيضًا واجهوا نفس الأمر، حيث أوضح محمود عبد الرؤوف، معلم لغة عربية بمدرسة الشريفات، أنه واجه انخفاض تركيز من الطلاب، وكان السبب الأساسي في ذلك هو سهر الطلاب أمام البرامج الرمضانية التلفزيونية.
وقال "عبدالرؤوف": "حاولت الاعتماد على طرق تدريس أكثر تفاعلًا، ومنها استخدام أسلوب السرد والمزاح لجعل الدروس أكثر جذبًا أثناء الشرح، فتقديم المعلومة بشكل جاف لن يكون فعّالًا مع طلاب أثناء ساعات الصيام".
أما جمال علي، معلم الرياضيات، فاعتمد تعديل طريقة الشرح دون الإخلال بالمحتوى، حيث قال موضحًا: "نشاط الطلاب يقل أثناء شهر رمضان، لذلك حاولت تنويع أساليب التدريس بحيث لا يشعر الطلاب بالملل، لكن دون تغيير جذري في المنهج".
أولياء الأمور
الضلع الثالث في مثلث المواسم والدراسة، هم أولياء الأمور، فبينما حاول الطلاب التأقلم، لعبت الأسرة دورًا كبيرًا في دعمهم أو زيادة الضغط عليهم، حسب طريقة التعامل مع الوضع.
تقول منى عبد الحميد، أحد أولياء الأمور، بأن الحل كان في تحقيق التوازن "فأنا حاولت تنظيم وقت أبنائي، حتى يستطيعوا الاستمتاع بالأجواء الرمضانية دون أن يؤثر ذلك على دراستهم، أحيانًا يكون الأمر صعبًا، لكن التخطيط يساعد كثيرًا".
أما أحمد كمال، ولي أمر لطالب في الصف السادس الابتدائي، يرى أن المشكلة الأكبر كانت السهر وانشغال الطلاب بمشاهدة المسلسلات، مستطردًا في حديثه قائًلا "حاولنا تقليل وقت مشاهدة التلفزيون، لكن في النهاية الوعي الذاتي للطالب هو العامل الحاسم".