نظّم مركز شباب مدينة ناصر بمدينة سوهاج، مساء أمس، الحفل الختامي للأنشطة الرياضية والثقافية، تحت رعاية مديرية الشباب والرياضة، تضمن الحفل عرضًا لمسرحية "عضة كلب" للمخرج محمد جمال، التي تسلط الضوء على قضايا مجتمعية بأسلوب درامي مميز.
قبل بدء العرض حاول المنظمون تنظيم جلوس الأطفال على نجيلة في صفوف مرتبة، بينما خصصت المقاعد للكبار خلفهم، حيث بلغ عدد الحضور قرابة 200 شخص، فيما بدأ العرض في تمام التاسعة والنصف.
استُهلّت المسرحية بمشهد دفاع كلب عن منزل صاحبه بعد أن لاحظ وجود شخص مريب بالقرب من البيت، ليتضح لاحقًا أن هذا الشخص هو "سيدة السحر الأسود"، التي قامت بإلقاء لعنة على الكلب، محوّلة إياه إلى إنسان، ومن هنا تتوالى الأحداث، حيث تحاول الساحرة إقناع الكلب بالتعاون معها ضد صاحبه، الذي كان زوجها السابق وأساء معاملتها، فتسعى للانتقام منه.
ارتدى الممثلون أزياء سوداء، مع وجوه مطلية بالأبيض وتفاصيل سوداء حول العينين والفم، ليجسدوا أتباع سيدة السحر الأسود، لاقى كل مشهد بالمسرحية تفاعلًا حارًا من الجمهور، حيث كان الحاضرون يصفقون بشدة، بينما انشغل العديد من الأطفال بتصوير المشاهد باستخدام هواتفهم وهواتف ذويهم، مستمتعين بالعرض حتى نهايته، وفي ختام المسرحية، كُرّم المشاركين فيها بشهادات تقدير.
تحديات فريق العمل
أوضح المخرج محمد جمال أن فريق العمل واجه ضغطًا كبيرًا، خاصة وأن عرض المسرحية قُدّم خلال شهر رمضان، وأشار إلى أن يوم العرض كان مرهقًا للغاية، حيث بدأوا قبل ساعات من الحفل بالتجهيزات؛ من إعداد الأدوات والبروفات ووضع المكياج وارتداء الملابس، ثم شرعوا في تجهيز المسرح داخل مركز الشباب "فلم يكن متاحًا لنا مسرح قومي مجهّز".
واستطرد جمال في حديثه قائًلا "هناك تحديات عديدة واجهتنا، أبرزها غياب الميكروفونات ومكبرات الصوت، مما اضطرنا إلى استخدام سماعة صغيرة لم تكن كافية لنقل الصوت بوضوح، خصوصًا مع الحضور الكبير وعدم توفر عدد كافٍ من المقاعد للجمهور".
وأكد محمد جمال أثناء حديثه لـ"أهل سوهاج" أن المسرحية مستوحاة من نص للكاتب العراقي "لؤي زهرة"، والذي قُدم لأول مرة قبل ست سنوات في العراق، وقد اختار فريق العمل هذا النص لما يحمله من رسالة هادفة حول الوفاء، خاصة أن تلك القيمة تراجعت بين البشر، لكنها لا تزال حاضرة بين الحيوانات، لا سيما الكلاب.
وأضاف أن العمل على المسرحية استغرق نحو أربعة أسابيع، وكان تنسيق المواعيد من أصعب التحديات، حيث إن بعض الممثلين طلاب من مناطق مختلفة، مما كان من الصعب توحيد جدول البروفات، كما أن اختيار يوم العرض كان بقرار من رئيس مجلس إدارة المركز، حيث تزامن مع الحفل الختامي للأنشطة الرمضانية بالمركز، ورغم عدم توفر ميزانية مخصصة للمسرحية، تمكّن الفريق من تدبير الملابس، حيث قام بعض الممثلين بشراء أزيائهم على نفقتهم الخاصة.
وأوضح بهاء الدين أحمد، أحد المشاركين في المسرحية، أن استعداداته للعرض تمثلت في التعاون مع باقي أعضاء الفريق، بالإضافة إلى إرشادات المخرج حول تفاصيل الشخصيات ودلالاتها، كما أوضح أن التدريبات المكثفة لعبت دورًا هامًا في تقديم العرض بأفضل صورة.
من جانبها، قالت نورهان محمد، التي جسّدت دور الفتاة التي تحاول الانتحار في المسرحية، أن مشاركتها كانت تحديًا كبيرًا بالنسبة لها، حيث إنها أول مرة تخوض تجربة المسرح، أما عن التدريب فقالت نورهان "الفريق تدرب على مدار ثلاثة أشهر، وكان التدريب يتم كل يومين".
أما عن التحديات فقد واجهت نورهان صعوبة في تنسيق الحركات مع الحوار، كما أن معظم الأزياء تم توفيرها على نفقة الممثلين، بينما وفر المركز المكياج مجانًا.
أشادت جنة الله حسن، إحدى الحاضرات، بفقرات اليوم خاصة فقرة الإنشاد، إلا أن أكثر ما أعجبها كان العرض المسرحي "عضة كلب"، وأشارت إلى أن التنظيم كان جيدًا، ولكن ما أزعجها هو صعوبة السيطرة على الأطفال أثناء العرض، مما لم يُمكنها من رؤية العرض جيدًا.
في الوقت نفسه أكدت على أن الفعالية كانت مناسبة للأجواء الرمضانية، حيث تضمنت فقرات توعوية للأطفال حول معنى ليلة القدر، إلى جانب إنشاد ديني عن الرسول، كما حملت المسرحية رسالة قوية حول قيمة الوفاء.