قضت محكمة القضاء الإداري، في يناير الماضي، وقف تنفيذ اعتبار التابلت المدرسي عهدة شخصية على الطالب وولي الأمر، ورصدت "أهل سوهاج" ردود فعلهم حول ذلك.
لم تسمع هدير هراس، طالبة بالصف الأول الثانوي، عن قرار المحكمة، قبل سؤالها عنه، إلا أنها قالت "أشعر منذ البداية أن الجهاز ملك لي، فمن المستحيل الحفاظ على التابلت لمدة 3 سنوات، وتسليمه إلى المدرسة مرة أخرى".
لكن على نحو آخر شاهدت الطالبة عدد من زملائها سعداء بالقرار "البعض أحس بالسعادة لأن "التابلت" أصبح ملكًا لهم ويمكنهم استخدامه بعد الانتهاء من الثانوية العامة".
وأشارت الطالبة إلى أن هناك استمارة يُوقّع عليها الطلاب، قبل استلام التابلت، وأكدت على أن الموظف المُخوّل له بتوقيع الطلاب لم يشِر لهم بأحد أهم بنود الاستمارة "توقيع الغرامة إذا حدث تلف للتابلت".
وقد كشفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في نوفمبر الماضي عن تفاصيل إقرار الطالب وولي الأمر، وجاء من بين نص نموذج الإقرار "ألتزم أنا ونجلي بالمحافظة عليه من العبث أو التلف أو الفقد، وفي حال تعرضه للتلف أكون ملتزمًا بسداد قيمة الجهاز كاملة، شاملة كافة النفقات التي تحملتها الوزارة، كما ألتزم بتكاليف صيانته في حالة حدوث أي أعطال يتسبب فيها نجلي على نفقتي الخاصة".
وتقول نشوى عبداللاه، محامية بالاستئناف العالى ومجلس الدولة، أن المحكمة يحق لها وقف القرار، لأنه مخالف ولم تنص عليه اللوائح الداخلية لوزارة التربية والتعليم.
رأي آخر لأحد الطلبة، قالت حنين محمد، طالبة بالصف الأول الثانوي، إن جهاز "التابلت" بالأساس أحيانًا يُسلّم به عيوب، إذ أنها عانت منذ استخدامه من ضعف إمكانياته، فبطاريته كانت تفرغ بمجرد استعماله.
لم يؤثر القرار كثيرًا على حنين، إذ لا تزال تشعر بالقلق تجاه موقف وزارة التربية والتعليم، كما أشارت إلى أنها تفضل نظام الامتحانات الورقية، لأنها تضمن حصول الطلاب على درجاتهم بعدالة أكبر، على حد قولها.
أما منار عطا فقد شعرت بالسعادة عندما سمعت القرار، فتقول "أصبح التابلت مِلك لنا، وبعد الانتهاء من الثانوية ممكن نذاكر عليه أو نشتغل"، وتضيف بنبرة واثقة "فقرار التابلت كان آتٍ لا محال، لأنه من الصعب على الطلاب الحفاظ على التابلت لمدة ثلاث سنوات، بدون حدوث أي عطل فيه أو في الشاحن أو في السماعة".
وتستكمل منار حديثها، قائلة "قبل القرار كان هناك حرص شديد في استخدام التابلت؛ لأنه كان عُهدة ويجب علينا الالتزام بتسليمه، ولكن بعد القرار أصبح التابلت ملكي، لكني سأظل حريصة في التعامل عليه، أو إصابته بأي خدش أو كسر أو اللعب في البرامج، لأنه حتى ولو كان مِلك لنا، يجب علينا المحافظة عليه".
وبشكل عام ترى منار أن فكرة التابلت لم تكن جيدة، "فكان يحتوى على أخطاء كثيرة في الامتحانات، ولم يكن من السهل تعديل هذه الأخطاء مثل الامتحانات الورقية، كما أن فكرة التصحيح الإلكتروني لم تكن جيدة، أما عن توقيع الاستمارة فقالت منار إنها لم تُوقّع على الاستمارة الخاصة بعهدة التابلت، ولم يبلغه أحد ببنودها.
وفي سؤال أولياء الأمور، أيدت وفاء محمود القرار، بقولها "كان من الصعب الحفاظ على التابلت لمدة ثلاث سنوات وتسليمه فى حالة جيدة بعد هذه المدة"، كما انتقدت وفاء قرار تطبيق الغرامات المالية، فمن الصعب أن تتحمل جميع الأسر دفع هذه الغرامة إذا حدث للتابلت مشكلة تقنية.
واتفقت وفاء مع آراء الطلبة الذين فضّلوا الامتحانات الورقية، مبررة ذلك بقولها "الامتحان الورقي إذا حدث به خطأ يتم تصحيحه، ولكن التابلت ليس به تصحيح للأخطاء"، واستنكرت وفاء قرار دفع الغرامة، قائلة "من الممكن التابلت يعطل بدون سبب لأنه جهاز، ليه أمضي على غرامة مالية إذا حدث عطل للتابلت".
أيّد حمادة محمد، ولي أمر، قرار المحكمة في حكمها، إذ أن الأهالي مُحمّلة بأعباء مادية كثيرة، ولا يمكن تحميلهم عبء مادي آخر، مُوضحًا أنه منذ استلام ابنه لجهاز التابلت لم يستخدمه خوفًا من المُساءلة، لذا جاء قرار المحكمة ليريحه من قلق زائد.