عقدت كلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة سوهاج، أمس السبت، ندوة توعوية عن الآثار السلبية للمراهنات الإلكترونية على الفرد والمجتمع، في قاعة المؤتمرات والمناقشات بالكلية، بحضور عشرات الطلاب وأساتذة الجامعة.
بدأت الندوة بالسلام الوطني، تلاه عرض تمهيدي حول أهمية تنظيم هذه الندوة والأسباب التي دفعت إليها، وقدمت مديرة الندوة الدكتورة فاطمة المهدي، وكيل الكلية، عرضًا تعريفيًا عن "المراهنات الإلكترونية" موضحةً تأثيراتها العميقة على الأفراد والمجتمع.
المراهنات الإلكترونية هي رهانات غير مشروعة فيما يشبه "القمار" تدار على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات.
خطر المراهنات الإلكترونية
تناولت الندوة جوانب متعددة لآثار الرهانات، منها الجوانب الشرعية المتعلقة بالمراهنات الإلكترونية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على خطورة هذه الظاهرة من الناحية النفسية والاجتماعية، كما شملت الندوة أنشطة تفاعلية في نهايتها، حيث طُرحت أسئلة على الحضور، وتوزيع جوائز على المجيبين، لقياس استفادة الحضور، واختتمت الندوة بجلسة مفتوحة للمناقشات والأسئلة.
وأوضحت الدكتورة، فاطمة المهدي، وكيل الكلية، أن الهدف الأساسي من تنظيم الندوة هو توعية الشباب بالمخاطر الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناتجة عن المراهنات الإلكترونية، وتوضيح أن هذه الممارسات تمثل مضيعة للعقل لما تسببه من آثار سلبية متعددة.
وخلال الندوة أكدت للطالبات أهمية نشر الوعي حول مخاطر المراهنات الإلكترونية في محيطهن، باعتبار ذلك جزءًا من دورهن المجتمعي بعد استفادتهن من الندوة، مضيفة: "الندوة تناولت عدة محاور أساسية، من بينها أهمية التوعية بمخاطر المراهنات الإلكترونية، وتعريفها وأنواعها، والمخاطر المترتبة عليها وسبل الوقاية منها".
وأوضحت أن الفئة المستهدفة هي الطلاب بشكل أساسي، مع وجود مشاركات خارجية، نظرًا لأن الشباب هم الأكثر عرضة للتأثر بهذه الظاهرة، مبينة أن هذه الندوة تعد الأولى ضمن سلسلة ندوات مشابهة متخصصة في مخاطر الإلكترونيات، وكانت نتيجة زيادة الشكاوى مؤخرًا من عمليات النصب الإلكتروني.
ردود فعل الطلاب
ورصدت "أهل سوهاج" ردود فعل الطلاب الحاضرين. أوضحت مريم محمد، طالبة بكلية الدراسات الإسلامية، أن الندوة كانت ذات أهمية كبيرة ليس فقط للبنات والشباب، بل لجميع أفراد المجتمع، حيث إن الجميع قد يكون عرضة لمخاطر المراهنات الإلكترونية، مؤكدة على أن التوعية في هذا المجال تساهم بشكل كبير في تجنب تلك المخاطر.
وعن أسباب حضورها، أشارت إلى أن عنوان الندوة شدها، قائلة: "أبرز المعلومات التي استفدت منها خلال الندوة كانت الحلول الممكنة للتصدي لهذه المشكلة، لأننا أكثر عرضة للوقوع في فخ المراهنات الإلكترونية بسبب كثرة استخدامنا للإنترنت".
فيما قالت كريمة صلاح، طالبة بالفرقة الثانية بكلية الدراسات الإسلامية، إنها حضرت الندوة بسبب أهمية الموضوع بالنسبة لها، مضيفة: "انتشار التكنولوجيا جعل الشباب أكثر عرضة لمخاطر الإنترنت، مما يجعل حضور هذه الندوات أمرًا ضروريًا للاستفادة من محتواها".
ورأت أن العزلة الاجتماعية قد تدفع البعض نحو الانخراط في المراهنات الإلكترونية، مما يتطلب ضرورة حضور مثل هذه الندوات لفهم حجم خطورة هذه الظاهرة.
وأوضحت كريمة أنها طرحت أثناء الندوة تساؤلًا حول أهمية وضع حدود قانونية على الشركات التي تروج للمراهنات الإلكترونية أو فرض قواعد صارمة للحد من انتشارها، وهي نقطة لم يتم التطرق إليها بصورة كافية، مؤكدة على رغبتها في الحصول على مزيد من المعلومات حول دور الشركات ومسؤوليتها في هذا المجال.
وقالت هاجر محمد، الطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية، إنها حضرت الندوة بدافع رغبتها في التعرف على موضوع المراهنات الإلكترونية، لكونها لم تكن على دراية به: "أرغب في فهم المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة وكذلك الضوابط التي يجب اتباعها لتجنب الوقوع فيها، ولذلك قررت حضور الندوة".
وأشارت إلى أن ما لفت انتباهها خلال الندوة هو أن المراهنات الإلكترونية قد تبدو في البداية كنوع من اللعب، لكنها مع مرور الوقت قد تتحول إلى إدمان يؤدي إلى الوقوع في الديون.