اختتمت فعالية "البيئة وتغير المناخ"، أمس السبت، أنشطتها التي تناولت عدد من الجلسات حول الانتهاكات البيئية وسبل الحفاظ على البيئة، بجانب نقاشات قانونية حول التعامل مع الانتهاكات البيئية وكيفية رصدها.
وكانت قد نظمت الورشة مؤسسة إيكوريس للتنمية المستدامة بالتعاون مع جمعية التنمية الفكرية والبيئية، على مدار ثلاثة أيام، بنقابة نادي المهندسين بسوهاج، وحضرها عدد من الشباب في سن يتراوح بين الـ18 والـ35 عامًا.
من أجل عدالة مناخية
أوضحت سالي الخضري، المدير التنفيذي لفريق "إيكوريس"، في حديثها لـ"أهل سوهاج"، أن قيم الفريق الذي تأسس عام 2022 تتركز على التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، وسد الفجوة في الوعي بالتغير المناخي وأهميته، كذلك العمل على تطوير المجتمع المحلي، في الوقت ذاته يواجه الفريق تحديات، منها ضعف الوعي البيئي بين فئات المجتمع، وصعوبة توفير رأس المال اللازم لتأسيس موقع إلكتروني.
ومن بين أهداف الفريق إطلاق موقع إلكتروني يقدم القوانين والسياسات البيئية بطريقة مبسطة، كذلك تنظيم ورش عمل لتعليم الأفراد كيفية تطبيق الأسس البيئية، بجانب تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة، مُشيرة إلى أن الفريق لاحظ من خلال الورش شعور المشاركين بالذنب تجاه الممارسات المضرة للبيئة، مما دفعهم للتفكير في كيفية المساهمة الإيجابية.
وأطلق الفريق، كما تذكر سالي، مبادرات لاستبدال الأكياس البلاستيكية بحقائب قماشية صديقة للبيئة في محافظة المنيا وواحة سيوة، وبسبب اهتمام إيكوريس بالانتشار في المحافظات، تخطط للوصول إلى قرى سوهاج النائية، لتقديم التوعية بطرق تتناسب مع البيئة المحلية، كما يهدف الفريق إلى تطوير برامجه التدريبية وتوسيع حجم انتشار المنصة الإلكترونية بنشر محتوى بالعربية والإنجليزية.
وشددت الخضري أثناء حديثها على "أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة المناخية".
تطبيقات عملية للحفاظ على البيئة
وعلى مدار ثلاثة أيام شهدت الفعالية عدد من الورش، كان أولها ورشة تصميم أكياس بديلة للبلاستيك باستخدام مواد طبيعية، بهدف تعزيز التفكير في حلول عملية ومستدامة، كما شارك الحضور في تجربة مبتكرة لصناعة هذه الحقائب، مما ساعدهم على التفكير الإبداعي في إيجاد بدائل تقلل من الاعتماد على المواد الضارة للبيئة.
ويشمل العنف البيئي، بحسب حديث المدير التنفيذي لـ"إيكوريس"، التدمير المتعمد للموارد الطبيعية، مثل التلوث الجائر للمياه والهواء، وقطع الغابات بشكل غير قانوني، كما تضمنت الجلسة تدريبات عملية على كيفية توثيق تلك الانتهاكات باستخدام الصور والفيديوهات، إذ تعلم المشاركون كيفية التقاط صور ذات جودة عالية وواضحة للانتهاكات، مع تحديد المعلومات الأساسية مثل الموقع والتاريخ والتفاصيل المتعلقة بالحادثة.
ناقش مدربو الفعالية أفكار تحويل المواد البلاستيكية المستخدمة إلى أدوات قابلة لإعادة الاستخدام، كذلك سبل تنفيذ مبادرات بيئية مستدامة، فيما أشارت سالي إلى أهمية التوعية المجتمعية عبر تنفيذ مشاريع صغيرة تدعم البيئة، كما شارك الحضور في نشاط عملي عن صناعة منتجات بيئية من المواد المهملة مثل تحويل الزجاجات البلاستيكية إلى مصابيح أو أكياس قابلة لإعادة الاستخدام.
حقوق وواجبات المواطنين البيئية
كما نوقشت الجوانب القانونية المتعلقة بالبيئة، إذ ركز محمد عيسى، مدرب في القوانين المنظمة لحماية الحقوق البيئية ومحامي استئناف عالي، على تعريف المشاركين بحقوقهم وواجباتهم تجاه البيئة وتبسيطها لهم، مع تسليط الضوء على التشريعات والاتفاقيات التي وقّعتها مصر أو صادقت عليها.
اهتمت بحضور الفعالية البيئية، نهال عبداللاه، 12 عامًا، فيما أعربت عن إعجابها بالأنشطة العملية المتعلقة بتصنيع المصابيح والحقائب والأكياس، لكنها أوضحت أنها واجهت بعض الصعوبات في استيعاب الجانب النظري، خاصة الأجزاء القانونية.
كما حرصت على الحضور، هاجر حامد، 26 عامًا، خريجة كلية العلوم، بسبب اهتمامها بالبيئة وتنميتها، وأشارت إلى أن الجانب القانوني كان الأكثر جذبًا بالنسبة لها "اكتشفت أنه أكثر تعقيدًا مما كانت تتوقع"، بحسب قولها، لكنه أثار شغفها في الوقت ذاته، كما أكدت على أهمية المبادرة وعدم التهاون في السعي نحو التغيير.
وأكد محمد عبد الرحيم،27 عامًا، طالب بكلية التمريض، أنه كان دائمًا مهتمًا بالمناقشات المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة، وهو ما دفعه للمشاركة في الفعالية، وأكثر ما لفت انتباهه كان التطبيقات العملية لحماية البيئة.
وأشار إلى أن المعلومات التي اكتسبها خلال الورشة، خاصة الجلسة التي تناولت القوانين البيئية وكيفية توظيفها لخدمة البيئة "كانت مفيدة ومقدمة بأسلوب متقن"، معبرًَا عن نيته في تطبيق تلك الأفكار برفقة أسرته، من خلال تنفيذ مشاريع منزلية "مثل تصنيع المصابيح باستخدام العلب والزجاج، وإعداد حقائب وأكياس يدوية الصنع".
وأبدى رغبته في البدء بمشروع صغير لتصنيع أكياس ورقية قابلة للتدوير وصديقة للبيئة، مؤكدًا أنه أصبح يشعر بالمسؤولية تجاه الممارسات التي تضر بالبيئة.