يحرص أهل سوهاج كل عام على شراء فوانيس رمضان، لكن استمرار الأزمة الاقتصادية أثر على قدرتهم الشرائية، إذ ارتفعت الأسعار بحسب تقديرات البائعين.
يقول محمد فتحي، أحد باعة الفوانيس بشارع القيسارية، في حديثه لـ"أهل سوهاج" إن الأسعار ارتفعت بنسبة تصل 20%، موضحًا أن "الفانوس الذي كان يبلغ سعره 30 جنيهًا العام الماضي وصل سعره هذا العام إلى 55 جنيهًا".
وبدأ فتحي عرض بضاعته منذ أسبوع، فيما تبلغ أسعار الفوانيس صغيرة الحجم 40 جنيهًا، بينما تبلغ أسعار الفوانيس كبيرة الحجم من 80 إلى 100 جنيهًا، أما شرائط الزينة فيبلغ سعر الشريط الـ3 متر 15 جنيهًا، ويتراوح سعر الشريط الـ10 متر من 15 إلى 60 جنيهًا بحسب النوع.
ورغم قرب شهر رمضان، إلا أن الإقبال حتى الآن ليس جيدًا بالنسبة لفتحي، إذ قال: "الناس بتيجي تسأل على السعر وتمشي من غير ما تشتري"، متوقعًا أن الفئة الأكثر إقبالًا ربما ستكون من لديهم أطفال "عشان يدخلوا الفرحة لقلوبهم".
يختلف معه في الرأي مصطفى القاضي، أحد الباعة بنفس المنطقة، مؤكدًا أن الإقبال لن يتأثر بالأزمة الاقتصادية "لأنها من العادات الأصيلة لدى المصريين"، وقد استعد مصطفى لفرش البضاعة منذ 10 أيام، فيما تختلف أشكال الفوانيس من عام لآخر، ويفسر القاضي ذلك بقوله "كل سنة بدي الورشة اللي بتعامل معاها تصميمات مناسبة للموسم عشان تتنفذ".
وعلى الرغم أن غالبية آراء البائعين اتفقت حول زيادة أسعار الفوانيس هذا العام، إلا أن محمد أحمد، أحد باعة الفوانيس بالجملة، أشار إلى أن أغلب فوانيس رمضان سعرها أقل من العام الماضي، مفسرًا ذلك بـ"استقرار سعر الدولار"، على الرغم من وصول الدولار عند الـ50 جنيهًا، في حين كان في مارس الماضي الذي تزامن مع شهر رمضان نحو 46 جنيهًا، متوقعًا زيادة الإقبال على الشراء.
وأكد آراء البائعين حول زيادة أسعار الفوانيس، عماد العمدة، صاحب أحد المتاجر، الذي قال إن الزيادة تراوحت ما بين 5 إلى 10 جنيهات في القطعة الواحدة مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغ سعر الفانوس صغير الحجم نحو 15 جنيهًا، كما بلغ سعر الزينة المعلقة ذات العشر أمتار 10 جنيهات، ودفعت زيادة الأسعار إلى عمل عروض خصومات لجذب الزبائن.
فيما تراوح سعر الفانوس القماش، ما بين 30 جنيهًا حتى 60 جنيهًا، أما الستائر الرمضانية محلية الصنع بلغ سعرها 300 جنيهًا، فيما وصل سعر الفانوس من ذوي الأشكال المطبوعة إلى 70 جنيهًا، بحسب العمدة.
ودفعت زيادة الأسعار البائع لعمل عروض لجذب الزبائن، وأشار إلى نسبة المبيعات انخفضت عن العام بسبب ارتفاع أسعار الخامات المستوردة، ولم تؤثر الأزمة على ذلك فقط، بل على قلة عدد المتاجر التي تبيع فوانيس رمضان حتى الآن، بحسب ما ذكر العمدة.
كما دعا إلى تشجيع الدولة للصناعة المحلية "فهي ذات جودة وسعر معقول، بدلًا من استخدام خامات مستوردة في صناعة الفوانيس، مما يؤثر على السعر النهائي".
مع تأكيد البائعين أن الإقبال لم يكن بالشكل المرغوب فيه، سألت "أهل سوهاج" عدد من الناس، من بينهم ريم محمد التي رأت أسعار فوانيس رمضان وهي في طريقها إلى السوق، وقالت "وجدت الأسعار مرتفعة، لذا لم أشترْ سوى احتياجاتي الضرورية لتجهيزات رمضان".
نفس الموقف تكرر مع أمير محمد، الذي لم يعجبه زيادة أسعار الفوانيس، وسيشتري فقط شريط النور، وسيكمل البقية بأن يصنع بيديه الزينة الورقية في المنزل "وهتكون التكلفة أقل من إني أشتري".
وكان حديث البائعين صحيح في محبة الأطفال للفوانيس، فقد قالت جنى عبد العليم ذات العشر سنوات إنها توفر المصروف الخاص بها لشراء فانوسها المفضل، وعقبت والدتها بقولها "جنى مش بتخليني أشتريلها الفانوس، هي بتشتريه لنفسها عشان بتحس بمتعة أكثر، كما عودتها على التبرع بفانوس رمضان الماضي".