سيدات "بني خلاد".. حلول اقتصادية أنقذت مائدة رمضان

تصوير: غسان الحمامي - سيدة تونسية تشتري الطعام من أحد بني خلاد

كتب/ت مريم بن خليفة
2024-04-06 13:59:35

تمتلئ موائد المسلمين في الوطن العربي بأشهى صنوف الطعام خلال شهر رمضان، وفيه يتبارى الجميع في تنوّع الأكلات الشهية، غير أن ضريبة ذلك التنوّع هو زيادة مصاريف الشهر التي حالت دون ذلك، وفي تونس، وبالتحديد في معتمدية بني خلاد من ولاية نابل حاولت ربات البيوت التأقلم مع الوضع الراهن.

تقول لطيفة المكني، ربة بيت، إنها تحب طهي "البريك التونسي"، الذي تختلف طريقته من شخص لآخر، حيث تُفضّل بعض العائلات أن يكون مقليّ في الزيت، والبعض الآخر يطهو البريك في الفرن تقليلًا للسعرات، ويتوفر البريك بسعر 1.200 دينار، فيما تبلغ تكلفة التونة 9.700 دينار، والجبن المفروم 1.800 دينار والبيض سعره 1.500 دينار والبقدونس سعره 1 دينار، وبذلك تصل أساسيات كل مائدة إفطار نحو 30 دينارًا أو أكثر.

وتشير لطيفة إلى أن مصاريف الشهر تزداد في رمضان بطبيعة الحال، حتى تستطيع توفير عدد من الأكلات المتنوعة منها طبق الكسكسي باللحم أو الدجاج، وطبق المقرونة، وطبق الطاجين وطبق الكفتاجي واللازانيا والأرز وغيرها من الأكلات التي تتجاوز حينها تكلفة الـ 60 دينار، وتذكر السيدة أن دخل العائلة يقارب الـ 700 دينار شهريًا.

تحاول نبيهة عياد، ربة بيت، ألا تتجاوز تكلفة الأكلات الثلاثين دينار، إذ أن دخل زوجها الشهري لا يتجاوز الـ1000 دينار، فتقوم بإعداد شوربة العدس أو حساء بطاطا أو محشي فلفل بالخضروات، كذلك التونة والبيض والكسكسك والمقرونة، وتميل لشراء الدجاج أكثر من اللحوم بسبب سعره المناسب.

وتقول نبيهة إنه يجب مراعاة الظروف المادية للعائلات، ولا تُنفق أكثر من طاقتها، لذا حاولت بقدر الإمكان عدم تجاوز الميزانية الحد المسموح.

تسلك نفس المسار أسماء بوستة، ربة بيت، فهي تُحاول جاهدة ألا تنساق مثل الآخر في الإنفاق أكثر من طاقتها، وتختار أكلات غير مُكلفة مثل المعجنات الخفيفة.

وعلى الجانب الآخر ينتهي الدخل المخصص للأكلات قبل نهاية الشهر لدى منزل إشراق الغربي، التي يُفضل أفراد عائلتها التنوّع في الأكلات، إذ تعدّ السلطات من الأطباق الرئيسية على المائدة، كذلك الأكلات التي تحتوي على الجبن واللحم أو الدجاج مثل اللازانيا، كما تُفضل مرقة كعابر، وهي عبارة عن حساء فيه لحم مفروم بعد طحنه وتكوينه في شكل كرات صغيرة مع إضافة المخللات مثل الزيتون و جزر مخلل.

ولا تواجه سماح الورغي، أستاذة، أزمة تكاليف الطعام، إذ يبلغ أجرها الشهري نحو 1500 دينار، وتتمكن من تغطية مصاريف الطعام، ويُفضّل أفراد عائلتها الأكلات الخفيفة مثل البيتزا والكراب والبطاطا المقلية، بالإضافة إلى الحساء والبريك والسلطات مثل "سلاطة بلانكيت" وهي خبز بالهريسة وتونة، و"سلاطة مفورة" وهي عبارة عن خضروات تُطهى بالبخار، وتبلغ قيمة التحضيرات أكثر من 50 دينار.