«بوطبلية» بني خلاد.. بهجة رمضان التي لا تندثر

تصوير: نور الزين - بوطبلية تونس

كتب/ت نور الزين
2024-03-31 13:30:45

ينادي على النائمين يوميًا ليستيقظوا، تعرفه مع قرب أذان الفجر، له أسماء عدة في كل بلد. المسحراتي في مصر وبوطبلية في تونس، كلها مصطلحات تشير إلى الرجل الذي يجوب الطرقات في الليل ومعه طبلية ليدق عليها وينادي على النائمين كي يستيقظوا للسحور.

أصبح بوطبلية مع مرور الزمن إحدى العادات الرمضانية الأساسية في تونس، الذي يحبه الأطفال لأنه ينادي أسماءهم، ويصبغ على الجميع البهجة طوال أيام شهر رمضان.

في بني خلاد، ينطلق علي العميري، 66 عامًا، بوطبلية المنطقة، يجوب الشوارع في الساعة 1:30 بعد منتصف الليل، حاملًا معه طبلة يدق عليها حتى الساعة 3:30 مع اقتراب أذان الفجر حتى يوقظ النائمين للسحور.

يقول: «أنا بوطبلية المنطقة أعمل منذ العام 1982 في إيقاظ النائمين، وكل عام يتواصل معي أهالي المنطقة لأداء نفس المهمة والمناداة عليهم، لذلك استقبل رمضان بتلك الطبلة، ويجوب معي بعض الأطفال ويخلقون أجواء من الفرحة».

يظل العميري في مهنته خلال 30 يومًا وبعدها يبدأ الاحتفال مع الأطفال لاستقبال عيد الفطر: «أشعر بالفرحة في تلك المهمة، وأخشى عليها من الاندثار، في حال لم يتوارثها أحد، بعد أن تعود الأهالي على صوت الطبلة التي يحبها كبار السن ويعتبرونها رمزًا للشهر».

اختلفت طبيعة بوطبلية في تونس، إذ كان يتعلق به الأطفال في السابق أكثر من اليوم، مثل شهر رمضان في السابق الذي كان له طابع آخر وأجواء ترفيهية أخرى، موضحًا أنه يحاول نشر بهجة رمضان وإسعاد الصائمين لا سيما أنه محبوب في بني خلاد.

يعمل علي طبال في الأساس، إلا أنه يتحول إلى بوطبلية خلال الشهر الكريم: «نضع صندوقًا في السوق البلدي، وكل شخص من الأهالي يضع لي مبلغًا ماليًا كهدية خلال شهر رمضان وللتشجيع على الاستمرار».

 

 

تصوير: نور الزين - بوطبلية تونس