دخل الفيروس اللعين بيتنا، وُأصيبت أمي بالعدوى، فاضطررنا جميًعا لتطبيق الحجر
.الصحي، وأخذ االحتياطات الالزمة
كانت من أصعب أيامنا،عشرة أيام مرت وكأنها عشرة سنين، ركن كل واحد منا إلى
غرفته الخاصة، لم نلتِق خالل تلك الفترة وكل واحد منا يأكل وحده، حتى مشاهدة
.التلفاز كانت بشكل منفصل تماًما
لم يعد هناك ترابط في العائلة، أو مشاركة في تحضير الطعام، أو تقاسم لألعمال
ا حين عشته في بيتي وأحسست به
.المنزلية، كان شعوًرا مخيًف
. كانت أمي وحيدة في غرفتها والباب موصد، وال يفتح إال لدخول الطعام أو الدواء
مرت عليها أيام عصيبة عرفنا من خاللها قيمة األم ومكانتها بيننا، فطلبنا من اهلل أن
. يحميها ويعيدها لنا سالمة بعد أوجاع وأتعاب كورونا
تعلمنا أيًضا في تلك األيام، معنى الصبر وقيمته، عرفنا كيف نتعامل مع مريض
.كورونا في البيت، وما هي االحتياطات التي ينبغي علينا التقيد بها لسالمة الجميع
. حمًدا هلل وشكًرا له على كل األمور، وعلى التجارب التي نعيشها
شكًرا أمي على رعايتك لنا، وشكًرا عائلتي على االعتناء بأمي، فما الشدائد إال فرصة
. ليلتئم شمل العائلة وتتكاتف الجهود مادًيا ومعنوًيا لرعاية أحدنا اآلخر
تعددت األحداث والنتيجة واحدة، فحب العائلة واتحادها ال يباع وال يشترى وال يقدر
.بثمن، فهو غاٍل جًدا ويظل على الدوام زادنا وحزام أماننا في الحياة