يمر اليوم -الخامس عشر من نوفمبر الجاري- 40 يومًا من القصف المتواصل على قطاع غزة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، وتنفيذها عمليات عسكرية على الأراضي المحتلة، وتحقيق خسائر مادية وأسر عدد من مواطني الاحتلال.
ويستمر جيش الاحتلال منذ الإعلان عن عملية "السيوف الحديدية" كرد على "طوفان" حماس في ارتكاب الجرائم التي تتعارض مع كل القوانين الدولية والانسانية مستهدفًا المدنيين والأحياء التي يسكنونها، ومراكز الايواء ومستشفيات ومراكز خدمات لسكان قطاع غزة؛ بحجة اختباء عناصر حماس بداخلها.
وفيما يلي أبرز ما حدث حتى الآن.
طوفان الأقصى
في صباح 7 أكتوبر أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبر موقعها الإلكتروني بدء معركة "طوفان الأقصى" ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
وأعلنت الحركة أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت خمسة آلاف صاروخ وقذيفة ونشر الإعلام العسكري لحماس نتائج العمليات.
شنت الحركة هجومها على مواقع عسكرية في غلاف غزة، وقتلت وأسرت عدد كبير من جنود العدو، ووجهت ضربة صاروخية بـ 90 صاروخ في مستوطنة "سديروت"، وضربة صاروخية كبيرة في أسدود وعسقلان بـ 120 صاروخ.
السيوف الحديدية
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر شن هجمات جوية على قطاع غزة بعد ساعات من إطلاق حركة الجماعة الإسلامية "حماس" لعملية "طوفان الأقصى"، واستهدف الاحتلال أحياء سكنية للمدنيين ومستشفيات ومدارس اتخذها النازحون مساكن للإيواء.
ارتكب الاحتلال جرائم بحق العائلات عن طريق قصف بنايات سكنية يقطن بها عدد من العائلات منها: "عائلة صيدم (28 شهيدًا)، ياسين (27 شهيدًا)، رضوان (27 شهيدًا)، الفصيح (27 شهيدًا)، العرعير (19 شهيدًا)".
ألقى الاحتلال 32 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في أهداف تابعة لمناطق بها مدنيين، أدت الاعتداءات إلى وقوع 1153 مجزرة خلّفت خسائر بشرية.
في اتجاه غزة
خلال 40 يوم طال قصف الاحتلال على غزة بنايات سكنية يقطنها مدنيون ومرافق صحية، وبينها:
قصف المستشفى المعمداني، وتضرر حضانات مجمع الشفاء بسبب قصف محيطها، الاحتلال ألقى تهديدات بقصف مستشفى القدس ومطالبة بالإخلاء الفوري، والتى يوجد بها 400 جريح و 12 ألف نازح.
استهداف محيط مستشفى ناصر مما أدى لسقوط 33 شهيدًا، وقصف المباني المحيطة بمستشفى الهلال الأحمر والصداقة التركي.
بينما استهدفت قوات الاحتلال النازحين امام مستشفي النصر مما نتج عنه سقوط شهداء وجرحي.
استهدف الاحتلال قصف بوابة مجمع الشفاء ومحيط مستشفى القدس، وقصف بمخيم المغازي، مما أدى إلى سقوط 51 شهيدًا وعشرات الجرحى، فيما لا يزال الاحتلال يستهدف محيط مستشفى القدس ومجمع الشفاء.
قصف كنيسة الروم، وهي أقدم كنائس فلسطين، وكان يوجد بها 400 نازح.
قصف وتضرر 7 كنائس و223 مسجد.
قصف عدد من المنازل بمخيم الشواطئ، ومخيم جباليا مما نتج عنه 400 شهيد وجريح.
وفصل شمال القطاع عن جنوبه بحزام ناري ضمن عمليات التوسع البري للاحتلال.
قصف الاحتلال مدرسة تؤوي لشمال غزة، ونتج عنها 20 شهيد وعشرات الجرحي، بينما قصفت مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا التي تأوي 1000 نازح.
تضرر 50% من الوحدات السكنية بالقطاع، وتضرر 42 مبنى تابع للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى)، كما تم تدمير 27 سيارة إسعاف منذ بداية الحرب، واستشهد 150 كادرًا طبيًا منذ بداية الحرب، ما تسبب في توقف 22 مستشفى عن العمل من أصل 35 مستشفى في القطاع، طبقًا لوزارة الصحة الفلسطينية والمكتب الإعلامي الفلسطيني.
كما أعلن جيش الاحتلال عبر صفحته على "فيس بوك"، تنفيذ 150 عملية برية منذ بدء عملية السيوف الحديدية، ردًا على عملية طوفان الأقصى لحركة حماس، وأنه استهدف 2500 هدفًا داخل قطاع غزة.
في اتجاه تل أبيب
قامت المقاومة بالرد على القصف خلال 40 يومًا، إذ أطلقت حماس صواريخ باتجاه تل أبيب وأسدود وعسقلان وسديروت، واستهدفت المقاومة آلية إسرائيلية في حي شرق الزيتون.
وأطلقت المقاومة رشقات صاروخية من جنوب لبنان، على مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل، ما تسبب في حريق هائل بأحد المباني، كما تم تدمير 6 دبابات إسرائيلية وجرافة وناقلة جنود من قبل المقاومة.
واستهدف حزب الله اللبناني مواقع عسكرية للاحتلال بمنطقة ناحل سيئون من خلال مسيرات مفخخة.
وتمكنت المقاومة من استهداف وتدمير 24 آلية ودبابة واحدة، ليصبح مجموع الآليات التي دمرتها المقاومة لجيش الاحتلال 160 آلية.
فاتورة الدم
وصل عدد الضحايا 11,320 شهيدًا و29 ألف جريحًا في قطاع غزة، وما زال هناك 3250 في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
وصل عدد القتلى في إسرائيل 1400 قتيلًا و7771 جريحًا وأسر 239، طبقًا للصفحتين الرسميتين لحماس وحزب الله، ولتأكيدات المكتب الإعلامي الفلسطيني ووسائل إعلام تابعة للاحتلال.
في مرمى النيران
فُتح معبر رفح في يوم 21 أكتوبر، ودخلت 20 شاحنة، بعد أيام من المطالبات بفتح المعبر، ثم تم فتحه مرة أخرى لدخول دفعة ثانية يوم 22 أكتوبر، بعدد 20 شاحنة منهم 3 شاحنات للهلال الأحمر، واستمر دخول الشاحنات خلال الفترة من 21 أكتوبر حتى 7 نوفمبر.
ووصل عدد الشاحنات الذي دخل لغزة عبر معبر رفح حتى 2 نوفمبر 374 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى 30 شاحنة بتاريخ 4 نوفمبر 2023.
وطبقًا لـ"بي بي سي البريطانية"، لم تصل أية شاحنة محملة بالوقود إلى القطاع منذ بدء فتح معبر رفح في 21 أكتوبر، فيما استقبلت مصر 12 طفلًا من مرضى السرطان، وتستعد لاستقبال جرحى غزة وإنشاء مستشفى ميداني.
في اليوم الأربعين دخلت أول شاحنة وقود من معبر رفح.