يشهد يوم السبت القادم، تنفيذ الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي دخلت حيز التنفيذ مساء الأحد الماضي، بعد تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الأطراف المتنازعة.
وينص الاتفاق على الإفراج عن 1904 أسيرًا فلسطينيًا من أصل 18700 أسير في سجون الاحتلال، مقابل 33 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين لدى حماس منذ 7 أكتوبر 2023، وتستمر هذه المرحلة لمدة 42 يومًا من تاريخ القرار وتنتهي في 2 مارس المقبل.
ويكشف ثائر شريتح، المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، أن السبت القادم تُسلم حماس الجانب الإسرائيلي 4 أسيرات إسرائيليات محتجزات لدى الحركة، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين وفق المعايير المتفق عليها في الهدنة.
ويوضح في تصريح خاص لـ"صوت السلام"، أن الهيئة تتسلم الأسرى على دفعات خلال 42 يومًا بشكل رسمي من الصليب الأحمر، وتُجري فحوصات طبية لهم وتقدم الرعاية الصحية للاطمئنان على حالتهم.
يضيف: "بعد ذلك، نقدم لهم برنامجًا تأهيليًا يشمل جزءًا تعليميًا وتدريبيًا ونفسيًا لمساعدتهم على الانخراط في الحياة مرة أخرى، وقد بدأ أسرى المرحلة الأولى بعد استلامهم تلقي هذه الإجراءات، وهي منصوص عليها في القوانين الرسمية للحكومة الفلسطينية، وتعد من حقوق الأسرى والأسيرات بعد الإفراج".
يوم الإثنين الماضي، جرى تنفيذ الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، حيث تبادل الطرفين ثلاث أسيرات إسرائيليّات مقابل 33 معتقلًا فلسطينيًا من الأطفال والنساء، ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة تضم 735 فلسطينيًا سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من التبادل، بينهم 70 امرأة و25 رجلًا، بالإضافة إلى عدد من القاصرين والقاصرات.
وبحسب شريتح، حاول الاحتلال الإسرائيلي عرقلة صفقة تبادل الأسرى خلال المرحلة الأولى، إذ تسلمهم الصليب الأحمر من سجن عوفر الإسرائيلي في محافظة رام الله، وسط مستوطنات الاحتلال، وتعرضت الهيئة والأسرى وذويهم لاعتداءات لفظية وجسدية من قبل الإسرائيليين.
ويضيف: "كان هناك تأخير في تسليم الأسرى من قبل الاحتلال كجزء من سياسة التعنت، التي تجلت من خلال التلاعب في قائمة المفرج عنهم، حيث أدرج الاحتلال أسماء أسيرتين أفرج عنهما سابقًا، بالإضافة إلى كتابة تواريخ ميلاد لبعض الأسرى دون ذكر أسمائهم".
حدث ذلك، رغم أن هيئة شؤون الأسرى قدمت توصية أثناء الاتفاق، بضرورة وقف السياسات الانتقامية والعدائية ضد الأسرى الفلسطينيين، وضمان حصول جميع الأسرى على حقوقهم الكاملة، والتسليم الآمن لهم بحسب شريتح.
وفي الوقت ذاته، يرحب شريتح بما وصلت له المقاومة في اتفاق الهدنة، إذ يرى أن المكسب الأكبر هو صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار: "شهدنا الثمن الكبير الذي دفعه الشعب الفلسطيني منذ 7 أكتوبر، جراء الحرب الإسرائيلية التي كانت بمثابة إبادة، لذلك نأمل أن تستمر عملية تبادل الأسرى، حتى لا يبقى أي أسير فلسطيني في معتقلات الاحتلال".
يقبع في سجون الاحتلال 4 آلاف أسير وأسيرة من فلسطين بعضهم مختفي قسريًا، إذ لم يعلن الاحتلال مكان احتجازهم سواء للهيئة أو لأسرهم، وفق شريتح، الذي يبين أن هناك 583 معتقلًا ومعتقلة صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة أو عدة مرات.
كما أن هناك 3500 أسير وأسيرة تحت سن 18 عامًا في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى 100 أسير من كبار السن قبل حرب 7 أكتوبر ويحتاجون الآن إلى رعاية صحية خاصة.