تحت وطأة "التقشف".. أسر تستغني عن "ملابس العيد" في دار السلام

تصوير: سيف شعبان - أسر تبحث عن ملابس العيد بمحال شارع أبوطالب بحي دار السلام

كتب/ت ريماس أحمد - سيف شعبان
2025-03-29 14:10:29

مع حلول عيد الفطر المبارك، تتكرر عادة شراء ملابس العيد لأطفال أهالي دار السلام، ككل الأسر المصرية في كل عام، لكنها اختلفت هذا العام لدى العديد بسبب الارتفاعات الكبيرة في الأسعار.

تقشف إجباري أُقر على تلك الأسر، فيما اختلفت حلولهم وقراراتهم، في مواجهة متطلبات موسم عيد الفطر، أملًا تخفيف عبء المصروفات المالية عليهم.

صوت السلام ترصد أصوات بعضهم عبر التقرير التالي..

"ترينجات"

البداية كانت مع هبة حسين، أم لـ6 أطفال، التي قالت في حزن "أنا حتى الآن لم أشترى ملابس العيد، سوى لاثنين من أطفالي الصغار، أما الكبار فاكتفوا "بالترينجات" ليقضوا بها ليلة وقفة العيد، وكل ذلك بسبب ارتفاع أسعار الملابس بشكل مبالغ فيه".

وتوضح "هبة" أن الطقم الواحد للطفل البالغ خمس سنوات تعدت تكلفته 700 جنيهًا، وعلّقت في استياء قائلة "وأنا هجيب منين ومعايا 6 أطفال؟".

على الرصيف

خطة "هبة" لاقتناص جزء بسيط من بهجة العيد لأبنائها، أجبرتها هذا العام على تكتيك تسوق مختلف، حيث تقول: "اشتريت من الباعة الجائلين أو الذين يعرضون بضائعهم على الأرصفة وفي الشارع، وليس المحلات، فأسعارهم أقل، ولكن الفارق ليس كبيرًا، فالبنطلون الذي يباع بالمحال بسعر 300 جنيه، على الرصيف بـ270 جنيهًا".

أبو طالب والعتبة

تتفق معها عواطف السيد، أم  لثلاثة أبناء فى أعمار مختلفة، في أن أسعار ملابس العيد مرتفعة جدًا، خاصة في شارع أبو طالب، وهو السوق الأبرز للملابس في دار السلام، وتُعلّق "عواطف" قائلة "ذهبتُ لسوق العتبة كمحاولة لتخفيف العبء، والأسعار هناك أقل من أبو طالب، فسعر الطاقم الذي يباع بـ1000 ج للطفل، يمكن أن تشتريته من العتبة بـ700 أو 800 جنيهًا".

وفي حزن، تختتم "عواطف" حديثها قائلة "الملابس الجديدة، عادة بتفرح لأطفال، ومنقدرش نمنعهم عنها، وأنا بعمل جمعية من قبل العيد علشان أجيب لولادى لبس العيد".

خارج الإمكانات

أما عن سحر صبري، أم وربة منزل، فقررت عدم شراء "ملابس خروج" لأطفالها، واكتفت بشراء "ترينجات" أو "لبس بيتي" لأولادها بسبب غلاء الأسعار.

وتفسر "سحر" قرارها، قائلة "زوجي يعمل باليومية، ولا نستطيع شراء ملابس لأولادها من المحال، وفقًا لميزانية الأسرة، وقررت شراء ملابس للبيت من الباعة الذين يفترشون الشارع"، وعلقت مختتمة حديثها بقولها "هي هي نفس الخامات، ولكن الأسعار تكون أقل من المحلات".

 

"ولا استغلال المحلات"

ومن ناحية أخرى، أكد ميلاد جرجس، صاحب فرش ملابس في شارع الفتح بحي دار السلام، أنه يبدأ في تجهيز ملابس العيد مع بداية شهر رمضان، وحول الأسعار، قال: "البنطلون الولادي يبدأ من 250 إلى 300 جنيهًا، والتيشرت يبدأ من 120 إلى 200 جنيهًا للأطفال، أما أسعار ملابس الشباب فتزيد عن ذلك وتصل للضعف".

واستطرد ميلاد قائلًا "أسعار الملابس على الرصيف أقل بكثير من المحلات، وأنا أحقق هامش ربح صغير على القطعة لأني أبيع في الشارع"، أما رأيه في إقبال الأسر على الشراء، فعلق قائلًا "الإقبال متوسط، يعنى ناس بتشتري بس مش كتير بسبب غلاء أسعار الملابس، والصراحة ربنا يعين الناس على حالها".

أما وائل حسن، صاحب محل ملابس رجالي بشارع أبو طالب، فقال: "الأسعار هذا العام غالية جدًا والإقبال على الشراء ضعيف بسبب الأسعار، والأسر التي كانت تشتري أكثر من طقم لأولادها، اكتفت بطقم واحد". 

وأضاف قائلًا "نحاول عدم رفع الأسعار على الأهالي حتى يكون هناك شراء"، وعن رأيه في الربح يوضح بقوله: "احنا في موسم، بنحاول نكسب، ولكن الحال العام مأثر على الجميع والأسعار في كل مكان غالية".