انتهى رمضان سريعًا! إنها المرة الأولى التي شعرت فيها بجملة "تم البدر بدري"، المرة الأولى الذي مرت الأيام وكأنها ثواني؛ لأشعر بمعنى حديث أمي كل يوم على الإفطار "الأيام بتجري"، وكأنني كبرت ولم أعد تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تشعر بأن اليوم طويل جدًا ولا أستطيع تحمل الصيام.
لا أعلم كيف حدث ذلك التغيير بداخلي، كيف تحولت من تلك الطفلة إلى ترديد مقولة أمي ذاتها، فكنت في صغري أشعر بمبالغة من أمي في وصفها لسرعة مرور الأيام، وكيف يمر وقت الصيام سريعًا، وأنا أشعر أن عقارب الوقت لا تتحرك من مكانها حتى!، ولكن اليوم أصبحت أشبهها، أصبحت أشعر وكأن العقارب في سباق مع الأيام لتنتهي.
لا أعلم ما سبب ذلك التغيير، هل ذلك ما يسمى بالـ"نضوج" أما ماذا؟، ولكن أعلم أن مع الوقت سنصبح نسخة من أمهاتنا وأبائنا، فالأيام تعاد وتكرر مع اختلاف التواريخ، لذلك نتصرف مثلهم.
فليس ذلك الأمر وحده الذي جعلني أشعر أنني كبرت، بل أيضًا فرحتي بقرب العيد لم تعد نفسها، فلم أعد أهتم بشراء ملابس جديدة أو حتى بالتنزه، فأصبحت أفضل أن أقضي العيد في سريري مع أفلامي لأنني لا أحب الازدحام الشديد الذي يوجد في أيام العيد، وأفضل أن أخرج بعد العيد.
ومع ذلك مازالت صوت تكبيرات العيد وصلاة العيد تجعل مني طفلة مرة أخرى، طفلة تريد أن تجري في الطريق للصلاة وتأخذ بالون وحلوى وتأخذ العيدية لتشتري بها حلويات مختلفة.
فمع كل ذلك التغيير مازال بداخلي طفلة صغيرة تحركها أشياء عديدة في تفاصيل العيد.