في ندوة ثقافية للممثلة الشابة "جميلة عوض" التي تنافس في الموسم الرمضاني بمسلسل "لانش بوكس"، أجابت عن سؤال حول عمل أفلام لعرض قضايا المرأة قالت فيه إنها بالكاد تُحاول الحصول على أدوار في أفلام رومانسية فقط، تكون فيها بجوار البطل الرجل".
فهل السينما المصرية على مدار تاريخها الفني الممتد منذ أوائل القرن العشرين إلى يومنا هذا، لم تقدم قضايا المرأة في السينما ولم يكن لها تأثير كبير أم أنها مُجرد وجهة نظر للممثلة؟
قدّمت السينما المصرية عدد من أفلام المرأة، رُبما تكون من حيث العدد قليلة، لكنها كانت مؤثرة، حتى أن بعضها ساهم في تغيير بعض القوانين، مثل فيلم "أريد حلًا" للمخرج سعيد مرزوق، وإنتاج 1975، جسّد الفيلم معاناة المرأة المطلقة، ونتج عنه تغيير في قانون الأحوال الشخصية فيما يخص "بيت الطاعة"، وأصبح الفيلم مثار حديث المجتمع ووسائل الإعلام، حتى وصل للرئيس محمد أنور السادات وزوجته، وأثمرت جهود جيهان السادات لتغيير قانون الأحوال الشخصية سنة 1987، وعُرف باسم "قانون جيهان".
ناقش أيضًا فيلم "آسفة أرفض الطلاق"، إنتاج 1980، قضية تطليق الرجل لزوجته غيابيًا، ويتعرض الفيلم لحق الزوجة في الموافقة على الطلاق، وأن يحدث بموافقة الطرفين، لكن الفيلم لم يُحدث تأثيرًا حقيقيًا على أرض الواقع.
وفي عام 1985 عُرض فيلم "الشقة من حق الزوجة"، الذي كان له أكبر الأثر في إجراء تعديلات خاصة بقانون الأحوال الشخصي، إذ أن نص القانون قبل الفيلم يُلزم الزوجة بترك الشقة بعد انتهاء مدة الحضانة التي تصل إلى 15 عام، وبعد العرض جرت تعديلات في القانون حتى يُحدد من سيكون له حق الانتفاع وحده بمنزل الزوجية في حالة الطلاق.
حقوق المرأة نوقشت في عدة أفلام مثل فيلم "أنا حرة" و"الباب المفتوح" و"678"، والأخير بالتحديد، وهو من إنتاج عام 2010 وإخراج محمد دياب، ساهم في إثارة الحديث حول التحرش، مما أدى إلى تفعيل مواد قانونية تعاقب المتحرشين وتغليط العقوبة عليهم بعد سنوات.
تعرّضت السينما المصرية أيضًا لعالم النساء من جوانب كثيرة منها فيلم "أسرار البنات" و"أحلى الأوقات" و"الساحر" و"احكي يا شهرزاد" و"بنتين من مصر" و"فتاة المصنع" و"يوم للستات".
بجانب ذلك فإن المرأة كانت عامل أساسي في تقدم السينما المصرية، وكان لها دور بارز منذ البداية، فقد أنتجت عزيزة أمير في عام 1927 فيلم "ليلى" وهو أول فيلم صامت طويل، وقد كانت عزيزة أميرة ممثلة ومنتجة ومخرجة ومونتيرة مصرية، وحوّلت عزيزة منزلها لاستديو لإنتاج وطبع وتحميض الأفلام للمساعدة في النهوض بصناعة السينما المصرية.
أحد الأسماء البارزة أيضًا في عالم السينما المصرية كانت بهيجة حافظ، التي تحدّت تقاليد عائلتها الأرستقراطية لتشارك في صناعة السينما، عبر التمثيل وكتابة السيناريو وتأليف الموسيقى التصويرية، حتى أنها أسست شركة للإنتاج السينمائي تحت اسم "الفنار" في عام 1937.
وتُعد آسيا داغر أيضًا ممن كان لهم دور كبير في صناعة السينما المصرية، التي أنتجت أشهر الأفلام العربية وهما "رد قلبي" من إنتاج عام 1957، وفيلم "الناصر صلاح الدين" من إنتاج عام 1963.
لا حصر للأسماء النسائية في عالم السينما المصرية، وفي حين تحدثت جميلة عوض عن أن الممثلة تكون بجوار البطل، توجد أسماء نساء بطلات نافسْن الرجال، ففي فترتي الثمانينيات والتسعينيات كانت أفلام نبيلة عبيد ورفيقتها نادية الجندي تُحطّم أرقام شباك التذاكر، وينافسْن بذلك نجوم مثل عادل إمام ونور الشريف ومحمود عبد العزيز.
وفي السنوات الأخيرة تنافس النساء وبقوة عالم الرجال في الإخراج أيضًا، حيث تعددت أسماء المخرجات في السينما والدراما، مثل كاملة أبو ذكري وشيرين خليل وشيرين عادل وأيتن أمين وهالة لطفي وهالة القوصي ونادين خان وياسمين أحمد كامل.