21 يومًا نحو حلايب وشلاتين.. الرحالة أسامة عزت: "وجهتي القادمة بالدراجة إلى سيوة"

تصوير: مؤمن مسعد - أسامة على دراجته

كتب/ت مؤمن مسعد
2024-04-06 10:00:05

من محافظة بورسعيد وصولًا إلى حلايب وشلاتين في رحلة استمرت 21 يومًا بالدراجة، خاض أسامة عزت، درّاجًا مصريًا، رحلة مثيرة بهدف دعم السياحة المصرية، ونشر ثقافة الترحال عبر الدراجات، إذ تأخذه تلك الرحلات في عالم آخر فريد من نوعه.

يبلغ أسامة من العمر 23 عامًا، ورغم أن مجال دراسته في كلية الحقوق بعيد عن فكرة الترحال، إلا أنه هوى ركوب الدراجات والانطلاق بها بين المحافظات وفي كل مكان داخل مصر، وتحولت الهواية إلى مشروع إذ أسس فريق "سفاري" بورسعيد للترحال لدعم السياحة الداخلية في مصر.

قرر "أسامة" الانطلاق في رحلة بدراجته إلى حلايب وشلاتين بمحافظة البحر الأحمر جنوب مصر مرورًا بخط الصعيد، وحملت رحلته الكثير من المواقف والتحديات. تحاوره "البورسعيدية" في التقرير التالي ليحكي عن التجربة كاملة ودوافعه لها.

 

- لماذا قررت خوض هذه التجربة؟

لأنني أهوى قيادة الدراجات منذ صغر سني، وتطورت الهواية مع مرور الوقت، وأصبحت استمتع بمشاهدة ثقافات المدن المختلفة وعادات أهلها وتقاليدهم وأنا على دراجتي، كما أؤمن بأهمية دعم السياحة الداخلية والترويج لها، وتشجيع الشباب على السفر بالدراجة.

- ما هو خط سيرك في الرحلة؟

انطلقت من محافظة بورسعيد، مرورًا بمحافظة الإسماعيلية ومنها إلى القاهرة وهناك ذهبت إلى معرض الكتاب الدولي، وقابلت أحد زملائي ليكمل معي الرحلة، وتوجهنا بعدها إلى الطريق الدولي.

حينما كان يفصلنا فقط 90 كيلومترًا على الوصول إلى العين السخنة، قررنا تغيير مسارنا كي نمر بخط الصعيد، ورجعنا 80 كيلومترًا إلى الخلف، كان مجهود مرهق للغاية، وهي المرة الأولى للتخييم بعد أن حل الليل.

كان التخييم في مدينة الواسطى التابعة لمحافظة بني سويف، وفي اليوم التالي انطلقنا إلى مدينة بني مزار بالمنيا، ثم إلى أسيوط وخيمنا هناك، ومنها إلى سوهاج، وبعدها إلى الأقصر، وبعدها إلى مرسى علم، ثم إلى حلايب وشلاتين، والعودة كانت عن طريق أتوبيس واستغرقت الرحلة 21 يومًا.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال الرحلة؟ وهل الطرق في مصر مؤهلة لقيادة الدراجات في رأيك؟

في أحد الطرق الصحراوية تعطلت دراجتي، واكتشفت بعدها أنني فقدت حقيبة أدوات الصيانة، وكان زميلي سبقني بكيلو متر، وتفاجأت أن لا يوجد إرسال للتواصل معه، وانتظرت يومًا كاملًا دون قطرة مياه بسبب ضعف الخدمات على هذا الطريق.

ثم قابلت أحد الرجال وأعطاني حقيبة أدوات لإصلاح الدراجة ومواصلة الطريق، وأيضًا من أصعب الأشياء التي واجهتنا هو الطقس فكان ممطرًا وبه رياح شديدة.

بعض طرق السفر في مصر، لا يوجد بها خدمات أو حتى إضاءة متوفرة وتحتاج إلى اهتمام أكبر.

 

- ما هي أبرز المواقف التي حدثت لك خلال الرحلة؟

في مدينة بني مزار بالمنيا استقبلنا أحد الأصدقاء، ودعانا إلى المبيت في منزله، وبعدها اصطحبنا في جولة لركوب الحمار والسير وسط الأراضي الزراعية، وفي سوهاج استقبلنا "أندرو" في مركز جرجا، وهو أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودعانا إلى زيارة مصنع القصب، وتناولنا العيش الشمسي الشهير في الصعيد.

ثم ذهبت كي أرى نفق المياه العجيب أو "الاحاوية" الذي تم حفره في عهد الملك فؤاد الأول، وعندما وصلنا إلى الأقصر دعانا أهل المدينة إلى حضور حفل زفاف وسط ترحيب كبير منهم، وفي اليوم التالي زورنا معبد الكرنك.

- كم كلفتك هذه الرحلة؟ وما هي الأشياء التي أحضرتها معك؟

أحضرت معي طعام سريع التحضير وهم 8 علب تونة، و4 علب فول، و3 علب جبنة، وطبق تمر، ومناديل، وفرشاة ومعجون أسنان، وملابس، وحقيبة أدوات صيانة، وكاوتش دراجة خارجي، وخيمة، كلفني كل هذا حوالي ألفين جنيهًا، وكان معي ألفين جنيهًا أخرى للطوارئ.

العجلة مجهزة بجميع اللوازم؛ في الأمام كشاف وعداد ومعهم شنطة حرارية لحفظ الطعام، وأخرى في الجانب للملابس الداخلية والمناديل وفرشاة ومعجون أسنان والشواحن، وحقيبة أدوات الصيانة، وفي الجزء الخلفي للدراجة خيمة وحقيبة بها بطانية وأدوات طبية وشاش وكحول، وكاوتش دراجة خارجي، وبدال احتياطي.

 

- ما الإجراءات التي اتخذتها قبل بدء الرحلة؟ وهل تنوي تكرارها؟

قمت باستخراج ورقة إفادة من مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، الإجراءات سهلة ووجدت دعم من موظفي المديرية، بالإضافة إلى الدعم والحب الذي وجدته من أهالي المحافظات.

أنوي تكرار التجربة مرة أخرى، وأتمنى أن تكون وجهتي القادمة إلى طابا ونويبع، وبعدها سيوة وأسوان.

تصوير: مؤمن مسعد - لقطات من رحلات "أسامة عزت" بالدراجة