في أمسية هادئة تحت سماء أسوان المتلألئة، احتضنت مكتبة مصر العامة، أمس السبت الموافق 5 أبريل 2025، فعالية فلكية مميزة، نظّمتها مبادرة "الفلك هيلف مصر كلها"، في إطار ندوتها التاسعة بأسوان، ضمن سلسلة جولاتها العلمية في المحافظات.
بدأت الفعالية في تمام الساعة السابعة مساءً، حيث استقبل ضياء حجازي، مؤسس المبادرة وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، جمهور التدوة، وقدّم نفسه موضحاً أنه خريج كلية الحقوق بجامعة القاهرة دفعة 2020، ويبلغ من العمر 27 عاماً.
وشهدت الندوة حضور 66 طفلاً وعدد كبير من أولياء الأمور، حيث تفاعلوا مع شرح مبادئ علم الفلك، والفروق بين النجوم والكواكب، كما تناول اللقاء قصة اختراع التلسكوب، مع التعريف بصانعه.
وعلى هامش الفعالية، صرّح ضياء حجازي مؤسس المبادرة لـ"عين الأسواني" أن هذه الورشة قُدمت بشكل فردي رغم وجود متطوعين كُثيرة في معظم المحافظات، موضحاً أن محافظة أسوان لا تضم حالياً أي متطوع من المبادرة، ويأمل بتكوين فريق فلكي محلي بها.
وأوضح حجازي أن هذا هو التعاون الثاني مع مكتبة مصر العامة بأسوان، حيث نظمت الفعالية الأولى في فبراير 2024، لكن هذه أول مرة تُنفذ فيها ندوة عامة فلكية مفتوحة للجمهور.
وأشار حجازى، إلى سعادته بالتفاعل الكبير من الحضور، الذي فاق توقعاته، رغم أن الدعوة وجهت للجمهور قبل الفعالية بـ 24 ساعة فقط، وتمكّنت الورشة من جذب أكثر من 60 مشاركاً.
شرح حجازي كيف يُستخدم التلسكوب، وكيف أن رؤية الأجسام السماوية كـ المريخ وزحل والمشتري تكون ممكنة بتفاصيل رائعة، رغم صعوبة رصد النجوم لبعدها الشديد، كما عرّف الأطفال الحاضرين الفرق بين التلسكوب و الميكروسكوب، وتناول الفروقات بين سطح القمر وكوكب عطارد، موضحاً أن "قمر جانيميد" أكبر من كوكب عطارد نفسه، ويملك غلافاً جوياً ومغناطيسياً.
في نهاية الورشة، توجّه الحضور إلى المسرح الخارجي لمكتبة مصر العامة لرصد القمر الأحدب المتزايد، وهو أفضل وقت لرؤيته بالتفصيل وقد أثارت هذه اللحظة إعجاب الأطفال وأولياء الأمور، واستخدم تلسكوب عملي، يبلغ قطره 2.5 بوصة، وهو إنتاج محلي مصري صنع بمدينة طنطا، ويشابه في تصميمه التلسكوب الذي استخدمه العالم "جاليليو" عام 1609 لمراقبة القمر.
وتفاعل الأطفال وأجاب أحد الأطفال على سؤال طرحه حجازي "ماذا لو لم يكن هناك قمر؟"، قائلاً الطفل "لن يكون هناك شهور هجرية"، وهي إجابة فاجأت المنظم سرعتها ودقتها.
قالت زينب أحمد أبو الحسن ،17 عاماً "هذه أول مرة أحضر ورشة مثل هذه، استفدت كثيراً، وتعلمت معلومات كنت أعرفها بشكل خاطئ كان اختيار المكان موفقاً، وأكثر ما جذبني هو شرح الفرق بين علم الفلك والخرافات المتداولة".
أما رضوى إسماعيل21 عاماً، فقالت "كانت تجربة جميلة، خصوصاً رؤية تفاصيل القمر بالتلسكوب، المعلومات كانت علمية ومبسطة، وبعضها كنت أدرسها سابقاً ولكن ليس بهذا العمق، شعرت بالحماس لاقتناء تلسكوب خاص بي".
لكن كان هناك صوت ناقد من أحد أولياء الأمور، حيث قالت م.ك، ربة أسرة "كنت أتوقع محتوى أعمق وأكثر دقة، خاصة أن الحدث نُفذ في مؤسسة حكومية مثل مكتبة مصر العامة كان من الأفضل مراجعة المحتوى مسبقاً لضمان تقديم مادة بجودة عالية"
يذكر أن مبادرة "الفلك هيلف مصر كلها" عام 2022، وتهدف إلى نشر ثقافة علم الفلك بأسلوب مبسّط في كافة محافظات الجمهورية.