نظم نادى الفضاء والفلك بجامعة سوهاج، بالتعاون مع أسرة طلاب من أجل مصر وجامعة سوهاج الجديدة بالكوامل، الثلاثاء الماضي، مؤتمر بعنوان "اكتشافات حديثة في علم الفلك"، بقاعة المؤتمرات الكبرى "قناة السويس".
وبدأ الحديث عصام جودة، المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك، بمعلومات شيقة عن الفضاء، وظاهرة كسوف الشمس الكلي التي ستحدث في 2 أغسطس 2027، قائلًا "هنشوف النجوم في عز الضهر حرفيًا". كما تحدث عن كيفية تحديد اتجاه الشمال عن طريق النظر للسماء بطريقة علمية، كذلك سهولة النظر للنجوم في عهود سابقة، مما مكّنهم من تسمية النجوم بالأبراج المعروفة اليوم بالحمل والميزان، التي استخدمت كتقويم قبل ظهور التقويمات الحالية.
ومن بين المشاركين في المؤتمر محمود الخشاب، وهو طالب بالفرقة الرابعة بالجامعة، ورئيس نادي الفضاء والفلك بالجامعة، الذي ناقش الكواكب التي تصلح للحياة عليها، وفي حديثه لـ"أهل سوهاج" قال إنه اختار ذلك الموضوع لأنه مهم وبسيط بالنسبة لحضور يشاركون لأول مرة في مؤتمر عن الفضاء والفلك "وبالتالي يحتاجوا إلى التفاعل مع نقاشات بسيطة وجذابة للاهتمام في الوقت نفسه". ويضيف الخشاب أن مجال الفلك في مصر "بدأ يكتسب حقه ولو بجزء بسيط وفيه أمل في ازدياد الاهتمام به طالما توجد رغبة لدى الشباب في التطور، خاصة في صعيد مصر".
ويواجه علم الفلك في مصر عقبات في زيادة الاهتمام به، ويقول الخشاب في تلك النقطة "يمكن التغلب عليها في المستقبل، ونسعى لخدمة الصعيد بأكبر شكل ممكن".
وعن دور الدولة يقول الخشاب أنها تشجع الشباب على البحث العلمي في مجال الفلك، مضيفًا "وأبسط مثال هو دعم جامعة سوهاج لينا".
وبدأ اهتمام الخشاب بالفلك بالمجال منذ المرحلة الإعدادية، وحلم بالالتحاق بكلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء "لكن للأسف لم يسعفني مجموع الثانوية العامة بدخول الكلية الوحيدة التي تدرس علوم الفضاء على مستوى الجمهورية".
واضطر الخشاب للالتحاق بكلية التربية بجامعة سوهاج، لكن تشاء الأقدار أنه في نفس عام التحاقه بالكلية يفتتح رسميًا نادي الفضاء والفلك بجامعة سوهاج، وسرعان ما انضم الشاب إليه ليعمل جاهدًا في القيام بالعديد من الأبحاث العلمية، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رئيس نادي الفضاء.
تكمن أهمية المؤتمر بحسب حديث المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك لـ"أهل سوهاج"، إلى توعية المجتمع بأهمية العلوم وتصحيح مفاهيم علمية خاطئة، كذلك توجيه الدارسين لمجالات غير منتشرة مثل مجال الفضاء والفلك. ويعتقد جودة أن علوم الفضاء والفلك مُهملة "مش واخدة حقها في مصر"، وكذلك في سوهاج، ويفسر الأمر من وجهة نظره "فيه نظرة غلط لعلم الفلك وربطه بالتنجيم، واعتبار علوم الفضاء بلا عائد مادي يساوي ما ينفق عليه، والاعتقاد بأنها علوم صعبة الدراسة ومفيش سوق عمل خاص بها في مصر"، وفي نفس السياق يقول جودة إنه هناك اعتقاد خاطئ بأن "شركة ناسا لعلوم الفضاء بتغشنا بمعلومات زائفة".
للتغلب على تلك العقبات يرى عصام أن مجال الفلك بحاجة لمجهود مشترك بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، مثل الجمعية المصرية لعلوم الفلك، لتوعية وتثقيف المجتمع، كذلك توفير مجالات الدراسة والعمل بها مستقبلًا.
وأضاف أنه نتيجة للأسباب السابقة يُعدّ إقبال الطلاب لدراسة علوم الفضاء والفلك ضعيف.
وقال محمد فتحي، نائب رئيس نادي الفضاء والفلك إن ثقافة علوم الفلك غير موجودة بالصعيد، تحديدًا سوهاج، فالنادي الوحيد من نوعه بالمحافظة، كما يوجد نادي وحيد بمحافظة أسيوط "لذلك نتعاون في عمل أمسيات فلكية كل موسم تقريبًا لأننا الوحيدان على مستوى الصعيد".
ويحاول فتحي من خلال النادي احتواء الطلاب المهتمين بعلوم الفلك، وتقديم محاضرات متنوعة، وعمل أمسيات رصد فلكية "كذلك التعاون مع مدارس الأطفال وتعريفهم بالمجموعة الشمسية والكواكب".