على مدار أكثر من سبعة أعوام نجح ضياء حجازي، بمحاولات دؤوبة، في نشر الوعي بعلوم الفضاء والفلك، وخلال 200 يوم فقط، تمكن من أن يجوب 20 محافظة، لتقديم ندوات وورش للأطفال، من سن 5 إلى 16 سنة، لخوض تجربة مثيرة في مشاهدة القمر والكواكب عبر التليسكوب، ليبلغ مجموع الفعاليات التي قدمها حوالي 525 فاعلية، بمشاركة ما يقارب٧٠٠٠ طفل.
ضياء حجازي، 26 سنة، مؤسس مبادرة " الفلك هيلف مصر كلها"، الذي تحاوره عين الأسواني، أثناء تقديمه نحو 18 فعالية للأطفال في أسوان، بدأت باستضافة المركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا بمركز كوم أمبو، لثلاثة ورش للأطفال عن علم الفلك، ثم زيارته لأكاديمية العبقري الصغير بمنطقة العطواني بمركز إدفو، كذلك مكتبة مصر العامة بأسوان.
في البداية اروي لنا متى بدأت المبادرة وكيف؟
بدأت المبادرة يوم 13 مايو 2022، عبر الإعلان عن تقديم ورش للأطفال في علوم الفلك والفضاء من خلال منصات التواصل الاجتماعي، فنظمت أولى فعاليات المبادرة في 17 مايو 2022، أي بعد 4 أيام فقط من الإعلان عنها، واستضافتها حديقة الأورمان بالجيزة، وقدمت حينها ورشة لـ34 طفل عن المجموعة الشمسية، بالتنسيق مع جروب "ماما معلمتى".
أما عن بداية نشأة الفكرة فكانت بملاحظتي عدم اهتمام المجتمع المصري بتوعية الأطفال في مجال علوم الفلك والفضاء، من هنا سعيت للحصول على دبلومة إعداد المدربين من مركز التعليم الافتراضي، ودبلومة القيادة من موقع إدراك بدولة الأردن، وبدأت رحلة العمل التطوعي بالجمعية المصرية لعلوم الفلك.
كيف تحافظ على استمرار المبادرة؟
من خلال تنظيم الفعاليات دوريًا، إذ إنها تُعدّ أهم عنصر للحفاظ على بقاء واستمرارية المبادرة، فعلى الأقل أُقدّم شهريًا من خمس إلى سبع فعاليات في محافظات مختلفة.
كيف تُوفر الاحتياجات الملائمة للمبادرة؟
المبادرة ذاتية التمويل، وغير مُدعّمة من أي جهة، إذ إنني أوفر الاحتياجات عن طريق اشتراكات رمزية بسيطة يسددها أولياء الأمور، لتوفير انتقالات السفر، وفي بعض الأحيان أنفق من مالي الخاص بهدف استمرار المبادرة، وتحتسب مبالغ الاشتراك الرمزية طبقًا للنشاط المقدم بالورشة، وكذلك طبيعة الأطفال المستفيدين، فالورش تكون مجانية تمامًا لدور الأيتام.
لماذا اخترت شرح علوم الفلك للأطفال في هذا السن؟
لأن الأطفال من سن ست سنوات لديهم حب وشغف وتأمل تلقائي للسماء، ونستغل شغفهم لتقديم علوم الفلك بطريقة مبسطة، وممتعة لأعمارهم، عبر استخدام مُجسّمات مُبسطة، مثل مجسم صاروخ وسفينة فضاء صغيرة لكي يستوعب الطفل، بالإضافة عرض الصور المتحركة، كذلك أحرص على الشرح التفصيلي لتبسيط المعلومة، وأدفعهم لمشاهدة الكواكب عبر التليسكوب، وتكون ردة فعلهم عفوية للغاية.
هل تحصل على رعاية أو دعم من مؤسسات الدولة؟
لم أحصل على أي دعم من أي مؤسسة حكومية، لكني أتطلع ولو للحصول على دعم الانتقالات بين المحافظات، وبالطبع أتمنى دعم الدولة علوم الفلك والفضاء، من خلال الاهتمام بتوعية الأطفال، وتنفيذ أنشطة للشباب، كذلك إقامة مؤتمرات ودعوة علماء وباحثين من جميع الدول لنقل خبراتهم وتوسيع مداركنا بأهمية العلوم والفلك والفضاء.
كم عدد المتطوعين في المبادرة ؟
قِوامهم حاليًا نحو 18 شخص.
ما محتوى التدريبات والورش التي تقدمها للأطفال؟
أقدم برامج فلكية مبسطة، لتوسيع مداركهم في علوم الفلك والفضاء، ونستعين فيها بمحتوى بصري باستخدام مجسمات توضيحية، سعيًا لتبسيط المعلومات، فيما نهتم أيضًا بالجانب العملي، إذ يقومون بالرصد الفلكي باستخدام التلسكوب لمعاينة القمر وبعض كواكب المجموعة الشمسية.
ما التحديات التي واجهتك أثناء المبادرة ؟
أواجه صعوبة الانتقالات بين المحافظات، كما أن تمويل المبادرة مُرهق ماديًا.
كيف ترى دراسات الفلك والفضاء في مصر؟ ومن الدول الرائدة هذا العلم؟
في مصر، لدينا البنية التحتية التي تمكننا من التطور في هذا المجال، كمرصد القطامية الفلكي، والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ومرصد حلوان، والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، وكالة الفضاء المصرية التي تم إنشاءها في 2018، وحاليا بدأت الدولة في تطوير مجال علم الفلك عن طريق قديم دورات تدريبية للشباب.
أما الدول التي تعتبر رائدة في علوم الفضاء، ففي الماضي انحصر الأمر على الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، لكن حاليًا تتقدم عربيًا دولة الإمارات من خلال وكالة الفضاء الإماراتية، التي أطلقت "مسبار الأمل" في عام 2021 ، وهو قمر صناعي سيدور حول كوكب المريخ، حاملًا أول رائدي فضاء إماراتيين؛ وهما هزاع المنصوري وسلطان النيادي.