قال مسؤول بشركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما"، إن المصنع لم يعد يصرف مخلفاته في النيل منذ عام 2009، وإن الشركة لا علاقة لها بما يُثار عن تلوث مياه الشرب بمحافظة أسوان، وذلك في الوقت الذي حمّل فيه مصدر بشركة مياه الشرب والصرف الصحي المسؤولية الكاملة لها.
وأوضح شاهين كمال الدين، موظف بإدارة العلاقات العامة والإعلام بمصنع كيما، لـ"عين الأسواني"، أن شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان هي من تتولى، منذ ذلك التاريخ، نقل المخلفات السائلة وتوجيهها إلى المصارف الخاصة بها، بعد أن يعالجها المصنع.
وتسود حالة من الذعر بين المواطنين إثر زيادة الحالات المشتبه في إصابتها بنزلة معوية نتيجة لتناول مياه شرب ملوثة، رغم التأكيدات الحكومية على سلامة مياه الشرب، التي خضعت إلى التحليل أكثر من مرة، بحسب بيانات متواترة من وزارة الصحة.
في حين انتشرت خلال الأيام الماضية، أنباء تربط بين مزاعم تلوث مياه الشرب في أسوان والشركة التي تقع في الجنوب الشرقي من المحافظة، وتصرف مخلفاتها في أحد مخرات السيول التي تصب في نهر النيل، وهو الأمر الذي دفع الشركة لإصدار بيان، أمس الأحد، تنفي فيه تلك المزاعم وتؤكد أنها تصرف مخلفاتها بطرق لا تؤثر على البيئة.
ويقع مخر السيل الذي كانت تصرف فيه "كيما" مخلفاتها قبل سنوات، على بعد 4 كم من محطة ترشيح مياه أبو الريش، وهي إحدى القرى مرتفعة الإصابات.
ورغم تأكيد مصنع كيما خضوعه للمتابعة الدورية من الجهات الرقابية على البيئة والصحة المهنية، واتباعه البرامج اللازمة للمعالجات للصرف الصناعي، فإن مصدر من شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، صرح لـ"عين الأسواني" شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن "المصنع كان يصرف مخلفاته في محطة وادي العلاقي للصرف الصحي، لكن الأمر لم يدم لوجود مشاكل فنية أدت إلى تعطل الصرف، ليعود المصنع إلى إلقاء مخلفاته بنهر النيل، عن طريق تصريفها بمخر مصرف السيل المتصل بالنهر".
وافتتحت محطة العلاقي للصرف الصحي في يناير 2013، لنقل مياه الصرف الصحى المعالجة إلى أحواض التبخير بمنطقة العلاقى للحد من التلوث بنهر النيل، الناتج عن تصريف مخلفات مصنع كيما، وفي 2017 أقر محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، خلال جلسة مؤتمر شباب العالم، التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدم اكتمال المحطة، واعترف بإلقاء المصنع مخلفاته في النيل، وهو الأمر الذي وجّه على إثره الرئيس بإنشاء محطة معالجة ثلاثية لحل أزمة المحطة.
ورصدت كاميرا عين الأسواني أنابيب تصرف مياهًا ملوثة في مخر السيل القريب من أبو الريش، وحيث إن المصنع يدعي أن شركة المياه هي من تتولى تصريف مخلفاته بعيدًا عن النهر، حاولت "عين الأسواني" التواصل هاتفيًا مع المهندس محمد عنتر، رئيس قطاع مياه الشرب، لمعرفة مصدر تلك الأنابيب التي تنفي "كيما" مسؤوليتها عنها، لكنه لم يرد على اتصالاتها، كذلك رفض المهندس سيد مدني، رئيس حي مركز ومدينة أسوان، الرد على السؤال نفسه، قائلًا لـ"عين الأسواني" إنه غير مُخوّل بالتحدث إلى الصحف.
رغم تلك الضبابية المتعلقة بموقف المصنع من الأزمة، ورغم التأكيد المستمر للجهات الرسمية على سلامة مياه الشرب وصلاحيتها للاستخدام الآدمي، ما تزال التكهنات حول أسباب انتشار العدوى بالنزلة المعوية بين أهالي بعض قرى أسوان، الذين وصل عددهم إلى 480 مصابًا، تشير إلى المياه.
إذ أعلن وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار خلال مؤتمر صحفي، عُقد اليوم في مستشفى أسوان التخصصي، أن نتيجة الفحص الظاهري لعينات الإسهال المأخوذة من المصابين، تشير إلى وجود عدوى بكتيرية تدعى "إي كولاي" تُنقل عن طريق الماء الملوث بالبراز أو الطعام الملوث بالماء، لكن الوزير حمّل هذه المرة المسؤولية للأهالي، الذين يلجأون، حسب قوله، إلى إنشاء بيارات، في الأماكن التي لا تحتوي على صرف صحي، لتقوم بهذه المهمة، مما يجعل مخلفاتها تختلط بمياه الشرب.