افتتحت وزارة الثقافة يوم الخميس، 17 أكتوبر، مهرجان تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمسرح فوزي فوزي، والذي يعرف أيضًا بالمسرح الصيفي، بمدينة أسوان.
تضمن الافتتاح 9 عروض فنية لـ9 فرق مختلفة من عدة محافظات، وهي فرقة أسوان للفنون الشعبية، فرقة توشكى، فرقة الأنفوشي، فرقة الغربية، فرقة بورسعيد، فرقة ملوي، فرقة التنورة التراثية، فرقة الأقصر، فرقة الوادي الجديدة.
ونظم معرض مشغولات يدوية ومنتجات بيئية،على هامش المهرجان، لعرض مشغولات ترمز للطراز والطابع الأسواني، كما شهدت فعاليات اليوم الأول معرضًا لكتب من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
عرض موحد
نظم الاحتفالية المخرج أحمد الشافعي، وبدأ الحفل الافتتاحي بالسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، فيما اختتم بأوبريت "أسوان بتغني"، والذي قدمته الفرق المشاركة كعرض ختامي موحد.
وقال مدحت محرم، مدرب فرقة أسوان للفنون الشعبية، في حديثه لعين الأسواني:منذ انطلاق أول مهرجان لتعامد الشمس وفرقة أسوان للفنون الشعبية تشارك به، والمهرجان يزيد قوًة وإمكانات عن العام السابق، ونبدأ استعداد للمهرجان منذ أكثر من شهر، ولكن المشكلة التي تواجهنا دائمًا هي ضم أعضاء من الفتيات، بسبب العادات بالمدن الجنوبية،والنظرة المجتمعية التي لا تجيز مشاركة الفتيات في الفرق الفنية.
نسخة مختلفة
وأضاف "الشافعي" قائلا: هناك تطور في عدد الفرق المشاركة، ورغم أن المهرجان محلي، على عكس مهرجان شهر فبراير الذي يحظى باهتمام وطابع دولي، إلا أننا فوجئنا هذا العام بازدياد عدد الفرق عن ككل عام، كما أن الإخراج والتنظيم وكل شيء بالمهرجان جاء مختلف عن الأعوام السابقة.
وقال محمد صلاح، مدير فرقة التنورة التراثية، لعين الأسواني: شكل الافتتاح كان أمر جديد العهد علينا، رغم أن هذه مشاركتنا الثامنة، فجميع ملامح المهرجان مختلفة عما اعتدنا عليه. وفكرة الإخراج مختلفة عن العام الماضي، وكذلك عدد الفرق الجديدة التي شاركت.
تدوير
واستكمل صلاح حديثه قائلا: فرقة التنورة التراثية، تقدم فنًا مصريًا بحتًا في عروض التنورة، حيث تحتوي على اللون الاستعراضي واللون الصوفي وتعتمد على التلقائية، وهناك أيضًا الإنشاد الديني بالإضافة إلى مقطوعة موسيقية تسمى "التحويلة"، التي يعزف كل موسيقي عزفًا خاًا على آلته، بحيث تظهر مهارة الآلة والعازف، والآلات المستخدمة في العزف جميعها آلات شرقية، نعزف عليها اللون المصري الخاص بنا.
وأوضح أحمد سعد، عضو فرقة الأقصر للفنون الشعبية، أساس اختيار الفرق للمشاركة بالمهرجان، قائلًا:الاختيار يكون عن طريق الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي دائمًا ما تحرص على مشاركة جميع الفرق بالمهرجانات، فيتم توزيع الفرق على المهرجانات بنظام التدوير، بحيث تشارك الفرقة هذا العام، والمهرجان القادم تشترك به فرقة أخرى، وهكذا يتم التبديل.
فلكلور جنوبي
واستفاض سعد في حديثه، قائلًا: فرقتنا دائمة المشاركة في المهرجان الدولي بشهر فبراير، ولكن هذه المرة الثانية لنا للمشاركة في المهرجان المحلي، والمخرج أحمد الشافعي قرر زيادة عدد الفرق إلى 9، وهذه الإضافة صنعت فرقًا كبيرًا، حيث أن الاهتمام دائمًا ما يكون منصبًا على المهرجان الدولي في شهر فبراير.
وذكر أحمد الفنون التي تقدمها فرقته قائلا: نقدم الفلكلور الخاص بمصر ككل، بين السيناوي والسكندري والحجالة والنوبي، دون التخلي عن التراث الخاص بنا، حيث لا ننسى البيئة المحيطة التي نشأنا بها، فنقدم استعراضات القصب واستعراضات الكف والتحطيب الصعيدي، لأنها تعتبر التراث الخاص بالجنوب.
كرم ضيافة
"المسافة دائمًا ما تكون العقبة أمامنا عند القدوم للمهرجان، ومع ذلك نظل مصرين على القدوم". هكذا بدأ يعقوب المصري، عازف ناي وكولة، بفرقة ملوي للفنون الشعبية، حديثه عن المهرجان، ليستكمل قائلًا: سعداء للغاية بهذا التجمع، خصوصًا مع مساعدة أهل أسوان لنا بالضيافة والإقامة، ولا ينقصنا شيء.
أزمة التقديم
ومن آراء الحضور، قال هبة محمد، طالبة جامعية: تنظيم الاحتفالية كان رائعًا ومبهجًا بالنسبة لي، لأنني أول مرة لي بالمهرجان، ولكن أزعجتني سرعة العروض، بالإضافة لكثرتها، مما أصابني ببعض الملل، خاصة مع غياب فقرات تقديم للفرق، فكانت تقدم عروضها الواحدة تلو الأخرى، ولم نستطع تمييز اسم الفرق، ومن أي محافظة، وأتمنى في المهرجان المقبل معالجة ذلك.
"لا أعلم اسم الفرقة، ولكنها مميزة". هكذا بدأت ندى محمد كلامها عن أكثر فرقة لفتت انتباهها، واستكملت: كانت فرقة تقدم أداءً صعيديًا، فأسميتها الفرقة الصعيدية، حيث أتقنوا آداء الرقصات.
وتضيف "ندى" قائلة : إنها المرة الأولى التي أحضر بها المهرجان، كنت منبهرة بكل العروض،وقررت عدم تفويت مهرجان تعامد الشمس مرة أخرى.
عروض جيدة
واتفقت سحر محسن مع ندى في عدم تمييزها للفرق بسبب عدم التقديم وسرعة العروض، حيث قالت: لم يعجبني عدم التقديم، حيث إن هناك فرقة أعجبتني للغاية ولم أستطع معرفة اسمها، ولكنها كانت تقدم عرضًا صعيديًا مميزًا، خصوصًا هذا الرجل الذي حمل الكرسي الذي يوجد عليه طفل بفمه، هذا شيء لم أشاهده إلا في الأفلام.
"انتظامهم في الميعاد فوت عليَّ فرصة الحضور". هكذا قالت أفنان عبدالله، البالغة من العمر 16 سنة، واستكملت: هذه المرة الثانية لي في حضور المهرجان، وجئت متأخرة على اعتبار أنه سيحدث كما حدث العام الماضي وكما كان يحدث سابقًا، حيث إنهم دائمًا لا يبدأون في الميعاد المحدد. ولكن فوجئت هذه المرة فور حضوري الساعة العاشرة مساءً بآخر فقرة في الافتتاح، ومن ثم الختام.
أجندة الفعاليات
جدير بالذكر أن فرق الفنون الاستعراضية مستمرة في تقديم عروضها من 18 حتى 20 أكتوبر، على مسرح فوزي فوزي وقصور كركر و دهميت وحسن فخر الدين والرديسية والسباعية وكوم أمبو، ومكتبة الطفل بدراو، وبيت ثقافة بكلابشة، وبيت ثقافة نجع الفرس.
ومن المقرر أن تنتقل الفرق بعد ذلك لتقديم عروضها بمدينة أبو سمبل، في حفلين ، ينظما في 21 أكتوبر، الأول بمعبد أبو سمبل في السادسة والنصف مساءً، والثاني بمسرح سوق المدينة في التاسعة مساءً. على أن تختتم فعاليات المهرجان بعروض المعبد صباح اليوم التالي تزامنًا مع تعامد الشمس.