غيرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني منذ سبتمبر 2018 المناهج الدراسية لمرحلة رياض الأطفال، والصفوف من الأول إلى الخامس الابتدائي، وهو تغيير يستمر تباعًا للصفوف الدراسية التالية إلى عام 2030.
واتفق معلمون في حديثهم لـ"عين الأسواني" أن هذا التطوير في المناهج الدراسية نُفذ بإتقان شديد ليواكب التغيرات، كما أنها مناهج شيّقة، إلا أنها تتضمن عيبًا واحدًا وهو عدم مناسبة حجم المحتوى التعليمي للوقت المخصص لشرحه.
تقول كوثر أمين، معلم أول "أ" لغة إنجليزية: "إن النظام الجديد يوسع مدارك الطلاب وينمي لديهم الثروة اللغوية، كما تم دمج بعض المعلومات والمفردات من "الرياضيات والجغرافيا والعلوم"، على عكس النظام القديم المعتمد على مجموعة مُفردات وقواعد لغوية بسيطة.
وأضافت: “تغيير المنهج عامل مهم، لأن المنهج القديم لا يواكب تطورات العصر من علوم وتكنولوجيا، لكن تكمن عيوب المنهج الجديد في أنه لا يخلو من الصعوبة، ومُكدس بكثير من المفردات التي لا تتوافق مع مستوى الطالب المتوسط".
وذكرت أمين، أن المدرسين خضعوا لدورات تدريبية في طرق التدريس الحديثة لتطبيقها في المدارس، بينما يتم إعداد الطلاب من خلال مُراجعات تمهيدية مسبقة عبر العصف الذهني.
وترى إكرام خير، معلم وخبير علوم، أن النظام التعليمي الجديد لا يراعي الأعداد الكثيفة للطلاب، ولا يوجد ما يدعمه من وسائل تعليمية أو إنترنت في المدارس لمشاهدة المواد التعليمية التي تُسهل التعليم على الطلاب، خاصة وأن هذه المناهج تعتمد على الفهم والبحث العلمي والاستكشاف، موضحة: “النظام القديم كان يتماشى مع الأعداد الكبيرة للطلاب؛ لأنه يعتمد على التلقين الجماعي".
وتوضح دعاء علي، معلم أول مادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن هذه المادة مضافة حديثًا إلى مواد النظام، وتحتوي على معلومات كثيرة متعلقة بطرق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية، وكيفية حماية الحساب على الإنترنت، وللمادة كتاب في كل فصل دراسي يضم محورين كل محور 8 دروس يمتحن فيها الطالب نظريًا فقط.
وتشرح علي الفروق بين النظامين قائلة: “النظام القديم كانت المادة هي "حاسب آلي" ولم يكن لها كتاب وكانت حصة نشاط إجباري ويمتحنها الطالب عمليًا فقط، والمنهج قصير بما يتيح للمعلم المراجعة عليه أكثر من مرة".
وتعتقد معلم أول مادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن الطلاب لديهم قابلية للمناهج؛ لكن كثرة الكمية في الفصل الدراسي الواحد يجعل الطالب يشعر بالملل، وبعضهم لا يتحمل دراسة كل هذا الكم.
وتقول أميمة محمد، معلم أول "أ" رياضيات: "إن النظام القديم كان المعلم هو محور العملية التعليمية، بينما الجديد الطالب هو المحور من خلال الاعتماد على البحث وطرح الأسئلة والمشاركة، كما يوفر للطالب طريقة تعليم تتناسب مع فطرته في الاستكشاف والإبداع والتفكير خارج الصندوق".
وتذكر سعيدة إبراهيم، معلم أول "أ" دراسات اجتماعية: "أن بيئة التعلم في المدارس المصرية غير مستعدة لاستخدام التكنولوجيا في النظام الجديد، والإمكانيات المتاحة في المدارس الثانوية ربما تساعد في تطبيق هذا النظام، فهناك دروس في مادتي تحتاج إلى تجهيزات لشرحها على أكمل وجه مثل درس "النباتات الطبيعية والحيوان البري”.
وترى تهاني محمود، معلم وخبير لغة عربية، أن النظام الجديد يقلل الأعباء على الطالب، والذي كان يحمل كتابًا وثلاث كراسات "للتعبير والتطبيق والإملاء"، بالإضافة إلى كراسة الحصة والواجب، والآن كل هذا تم دمجه في كتاب واحد، موضحة أن النظام الجديد اهتم بالجانب المعرفي أكثر، بينما أهمل الجانب الإبداعي لدى الطالب.