سرداب عمر أفندي 

تصميم باسم حنيجل

كتب/ت علياء سيد
2024-11-30 11:41:50

عندما تنتهي من مشاهدة حلقات مسلسل "عمر أفندي" تجد لديك شعور عام بمتعة داخلية ورغبة في ألّا ينتهي، وأن نستمر في متابعة الأحداث مع أبطاله، وقد حاولت أن أتعمق أكثر لتفسير هذه الحالة التي أصابتني شخصيًا خلال متابعتي للمسلسل، فلاحظت أنها قد تكون متعلقة بحالة "الهدوء" التي تطغى على قصة المسلسل الذي يتحدث عن فترة الأربعينات، وما تعكسه من انخفاض الزحام في الشوارع، والحوار الذي يسوده اللباقة والذوق العام، الذي يمتد أيضًا إلى الملابس والعلاقات، بل انخفاض حالة المادية والتباهي التي تكاد تسيطر الآن علينا في عالم نعيشه وسط شيوع ارتباطنا بالاستعراض على السوشيال ميديا.

وقد ساعد أيضًا المسلسل على شهرته وقت عرضه في وسائل التواصل الاجتماعي ارتباطه بعدة جمل رددها أبطاله على مدار الأحداث مثل: "دي حاجه ١٣ خالص" و "زفة الانجليزي في العشة"، فضلًا عن أغنية "لولاش" للفنان حسام حسني، والتي ترتبط بنوستاليجا التسعينات. 

في المسلسل، اكتشف "علي" الذي يقوم بدوره الفنان أحمد حاتم، سردابًا في غرفة والده "تهامي" الذي يقوم بدوره الفنان محسن صبري، ليتفاجأ أنه عاد بالزمن إلى عام 1943. 

يعود "علي" 80 عامًا إلى الماضي، وتختلف كل الأمور معه. يكتشف حالة من الأمان والحب، لم يكن يجدهم في زحام حاضره. ويكتشف أن والده أيضًا كان يعود عبر نفس السرداب بالزمن بل ويقابل نفس الشخصيات مثل "دلال " التي قامت بدورها الفنانة "رانيا يوسف" وتملك "بانسيون" وتعيش معها ابنتها "زينات " ذات الـ24 عامًا قامت بدورها الفنانة "آية سماحة".

يعرف "علي" أن والده في جولاته إلى الماضي تزوج من دلال، ويتوجه الإبن أيضًا إلى البانسيون بإسم عمر، ويتعرف "دياسطي " الذي يقوم بدوره "مصطفى أبو سريع"، وهو ساعي بريد يقيم في البانسيون.

تقوى علاقة عمر ودياسطي، الذي جمع بين الدراما والكوميديا، معبرًا عن شاب مصري من الطبقة الوسطى، لديه من الحماس والانتماء ما يجعله دومًا يفكر في كيفية مقاومة الاحتلال الإنجليزي في مصر ذاك الوقت، يفشل في مهامه لكنه لا زال يحب الفدائيين، ولمجرد ظنه أن عمر "فدائي"، أحبه وجعله قائد له متبّعًا له.

ومع توالي الأحداث؛ يميل علي إلى الحياة في هذه الفترة الزمنية، خاصة مع حبه لزينات، التي تختلف عن زوجته "ماجي"، أو ميرنا عبدالوارث، التي كانت "تزعجه دائمًا" وتستمع لحديث والدها - الذي قام بدوره إسماعيل فرغلي، الذي كان يكره علي ويعارض زواج ابنته به.

في هذا الصراع، كان يتجول علي في الحاضر، ويهرب إلى عمر في الماضي، يقرر أحيانًا أن يكمل حياته في هذه الحقبة الزمنية أو يرضى بواقعه فقط. وقد انتصر في النهاية قرار "علي" أن يعيش حياته الواقعية الحقيقية، حتى وإن كانت "كئيبة"، وألّا يعيش في زمن غير زمنه، حتى وإن دفعه الشوق فيما بعد أن يعود ظنًا منه أنه يوم عيد مولد زينات.

ينتهي المسلسل ويعود علي إلى واقعه، لكنها لم تكن النهاية السعيدة بالنسبة له، وكما عبر عنها أبوسريع الذي تمكن من أن يوصّل إلينا الكوميديا كما أوصل إلينا مشاعر الحزن من توديعه لصديقه "عمر".