"مريم الكرمي" تتحدى انعزال القرية لتُعلّم الأطفال بالأغاني

صورة أرشيفية لميم الكرمي

كتب/ت فاطمة محمد
2024-08-27 11:05:35

في قرية صغيرة بمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، ومنذ نعومة أظافرها، جذبها عالم الأدب والشعر، ورغم التحديات الجغرافية والاجتماعية، نجحت مريم في تحقيق حلمها بأن تصبح كاتبة معروفة، تحديدًا في مجال أدب الأطفال.
مريم عبد الوهاب محمد علي الكرمي، من قرية فارس بمركز كوم أمبو، الكاتبة والشاعرة، التي اقتحمت عالم الكتابة بمجلات الأطفال، واشتهرت إسهاماتها في مجال الكتابة لأفلام وحلقات كارتون الأطفال، ويحاورها عين الأسواني عبر السطور التالية..

كيف كانت بدايتك مع تأليف أغاني الأطفال؟
بدأت بالكتابة للأطفال من فترة طويلة، كانت معظم كتاباتي لأولادي، مثل كتابة تهنئات بأعياد ميلادهم، أو كتابة القصص للمشاركة في حفلات المدرسة أو الإذاعة المدرسية، حتى احترفت الكتابة بشكل كامل، ومن ثمّ ركزت على ما أُبدع فيه حقًا، وهو كتابة الشعر، خاصة الشعر القصصي للطفل منذ حوالي خمس سنوات تقريبًا.

ما أهم أعمالك السابقة؟
كتبت في العديد من مجلات الأطفال، مثل مجلة فارس، ومجلة نور وغيرها، وكانت لي بعض البدايات بالمجلات الإلكترونية المتنوعة، منحتني الفرصة للوصول إلى الأطفال، أما عن أغنياتي، فأشهرها أغنية "أنثى السنجاب"، وسبقتها بعض الأغنيات كأغنية "الشرطة"، وأغنية "الطيور"، التي شكلت انطلاقي.


ما أعمالك المقبلة التي تُحضّرين لإنتاجها حاليًا؟
أستعد لإصدار ديوان شعر، عن المركز القومي لثقافة الطفل، وسيكون بعنوان "زينة لا تهدأ"، وسأصدر أيضًا قصة مصورة لقصيدتي "الدب والنحل" عن دار أرجوحة للنشر، كما أنني أشارك في تجربة انطلاق قناة على موقع "يوتيوب"، سنقدم من خلالها مجموعة برامج للأطفال، وستحمل القناة اسمي.


ما الصعوبات والتحديات التي واجهتك في مشوار الكتابة للأطفال؟
أظنها كانت تحديات، هذا هو التشبيه الأدق لما واجهني، أولها الموقع الجغرافي، فعلى أرض الواقع كان وصول كتاباتي لمركز كوم أمبو يعتبر إنجازًا كبيرًا، كما أنني مسؤولة عن رعاية أسرة كاملة، فكان يتوجب عليّ الاهتمام بشؤون البيت دون تقصير مع تنمية موهبتي في وقت واحد، كان ذلك تحديًا شيقًا ومغامرة ممتعة بالنسبة لي، واستمتاعي بالتحديات، ينطلق من أني لا أحب الحياة السهلة والنمطية.

واجهني تحديًا آخر؛ هو الموازنة بين الكتابة ولو بدون اسمي، ورضا ودعم زوجي ومراعاة عادات وتقاليد قريتي، فقد كنت مهتمة ألا أثير سَخط مجتمعي، وأن أحصل على قبول لما أقدمه، أما التحدي الأخير هو التعليم، إذ إنني لم أُكمل تعليمي، وتوقفت عن الدراسة بعد الصف الثالث الإعدادي، بسبب صعوبة المواصلات والتنقل للمدرسة.

كيف تغلبتِ على هذه الصعوبات؟
تغلبت على التحديات بتمسكي بهدفي وإيماني العميق بها والصبر، وأذكر أنني بكيت كثيرًا، لكني كنت أمسح دموعي وأُكمل مشواري وسعيي، حتى في الوقت الذي كان الأصدقاء والأحباب ينظرون إليّ نظرة إشفاق، مفادها أن صديقتهم تمضي خلف سراب مستحيل، كنت أرى حلمي البعيد بين يدي، وكنت أثق أنني سأحققه.

من أين جاءت فكرة أغنية "في منزل أنثى السنجاب"؟

أعرف أن أكبر نجاح حققته هو أغنية "أنثى السنجاب"، وأذكر أن فكرة الأغنية قفزت لرأسي بمجرد أن طُلب مني كتابة محتوى تعليمي وسلوكي جذاب للأطفال، وكانت الفكرة الأولى التي طرأت في ذهني هو تعليمات الأهل للأطفال بعدم فتح الباب لأي شخص غريب في عدم وجود الأب أو الأم.
واخترت السناجب بطلًا للأغنية لأنني كنت أحب قصص " تيك وتاك" السنجابين في مغامراتهم مع "بطوط"، في قصص ديزني الشهيرة.


في رأيك، ما سر نجاح الأغنية؟
أعتقد أن الاسم له دور، وكذلك الكلمات واللحن، ثم بساطة ورقي محتواها في آن واحد.


هل لانشغالك في المنزل وتربية الأولاد أثّر على عملك كمؤلفة لأغاني الأطفال؟
أجل، تربية الأولاد وتجاربي معهم عبارة عن قصص يومية، كل موقف يصلح لكتابة قصيدة، كوني أم، وكذلك كوني جدة، فأنا أكتب حتى لو على ورقة التقطها من الأرض، ثم أفرغ محتواها لاحقًا في دفتري أو على الحائط لو اضطررت، الكتابة تتدفق في رأسي وأنا أعمل بالبيت في هدوء تام.

كيف احترفتِ الكتابة؟ ما المدة التي استغرقها مشوارك في الاحتراف؟
الوصول إلى الاحتراف مرحلة أتت بعد وقت طويل، فقد كنت أميل لكتابة الكبار، كتبت الشعر الحر والعمودي، والرباعيات وشعر الواو، حاولت كثيرًا أن أنشر ديوان ولم أُوفّق، قيل لي بالحرف "أننا شعب لا يحب الشعر"، لأن الدواوين الشعرية هي مشروع بالنسبة لدار النشر لن يُدر ربحًا مؤكدًا .

وعندما أدركت أنني أحب الكتابة للأطفال، واكتشفت تلك الموهبة الكامنة داخلي من خلال كتاباتي لأبنائي في مناسبات كثيرة، توجهت للاحتراف، ومراسلة المجلات المختلفة عبر الإنترنت.

من أهم داعم لمسيرتك؟
أظن الداعم الحقيقي هو التحدي للواقع، ثم أبي وأصدقائي وأبنائي، بعد ذلك أهلي وحبهم للتعليم والثقافة، أساتذتي وكلماتهم المشجعة التي سقطت داخلي وبقيت كالبذرة تنمو.