حول ممدوح محمود عوض ركن صغير بساحة منزله إلي مكان لإستقبال زبائنه الراغبين في الحصول علي ختم نحاسي لاستخدامه كتوقيع شخصي.
توارثت عائلة عوض صناعة الأختام لثلاثة أجيال، ويحاول ممدوح نقل أسرار المهنة لأحد أبناءه ليستمر بها من بعده، فبرغم من تغيرات الزمن والتحول الرقمي للمعاملات الحكومية، وظهور طرق حديثة إليكترونية للتوقيع علي الأوراق الرسمية، إلا إن صناعة الأختام مازالت موجودة لمساعدة أشخاص لا يستطيعون الكتابة والقراءة أو التوقيع بنفسه.
يعمل العم ممدوح داخل نفس المنزل الذي كان يعمل فيه والده وجده من قبله ، لإستقبال طالبي الأختام، ويقول لـ "عين الأسواني"، "الختم يتكون من جزئين مقبض نحاسي للتحكم ودائرة متصلة به بها الاسم الثلاثي أو الرباعي لصاحب الختم والتاريخ الهجري.
يتعبر صانع الختم أصعب المراحل في نقش الاسم، حيث يتم نحته بظفر صُلب بشكل مقلوب، ليكون عند وضعه في الحبر وطبعه على الورق يظهر بشكل قابل للقراءة، ويقول "يجب أن نكتب بتركيز وحذر حتى لا يُنحت الأسم بشكل غير منضبط ونعيد العملمن جديد".
يقول "ممدوح" "ليس من السهل تعلم هذه المهنة،عندما تعلمتها من والدي قضيت وقت حتى اتقانها، أما اليوم أستطيع نحت الاسم للزبون في ساعة واحدة.
يواجه صانع الأختام صعوبة في الحصول علي المواد الخام حيث تختلف أسعارها زغير متوفرة في أسوان ويرسل في طلبها من مسابك النحاس بمنطقة الموسكي بالقاهرة".
أكثر زبائنه من كبار السن وأصحاب المعاشات ممن لا يستطيعون الكتابة والقراءة وايضا من يعاني من مشاكل صحية ولا يستطيع استخدام يده اليمني بسبب كسر أو شلل رعاش يمنعه من الكتابة بشكل طبيعي، ويشترط عند صنع الختم وجود صاحب الختم بنفسه والبطاقة الشخصية وتوثيق وقت الصنع في دفتر رسمي بصمة صاحب الختم ، وإلا يصبح العقد باطلا.
ويحكي أن عمله لا يسير بصورة منتظمة بسبب أن العمر الإفتراضي للختم الواحد طويل نسبيا، حسب إهتمام صاحبه به ونظافته ، ومن الممكن أن يمسح الاسم ويطلب صاحبه إعادة النقش بدلا من صنع ختم جديد.
ويقول برغم الحاجة لوجود أختام في المنطقة إلا أني الوحيد في هذه المهنة هنا ولذلك أريد أن يتعلم أحد أبنائي المهنة عني حتي لا تنقطع من العائلة .