يدمج بسام أحمد هواية الرسم بدراسته التاريخ، ليبدأ مبادرة شخصية للتعريف بقري النوبة القديمة وإعادة رسم مداخل القري في لوحات بتصميمات مرسومة علي أجهزة الحاسب الآلي المحمولة و الهواتف.
يعود أصل بسام إلي قرية دابود، ولم يري قري النوبة جنوب السد ولكنه سمع عنها من حكايات والده الذي ورث عنه أيضا موهبة الرسم بأقلام الرصاص، ليبدأ بعدها البحث عن صور المستشرقين عن النوبة القديمة ليعيد رسمها كلوحات رقمية "جرافيك" .
يقول بسام أحمد لـ " عين الأسواني" 36 عام " بدأت منذ ثلاث سنوات في البحث عن صور قديمة للقرى، وأستهدف بشكل أكبر الأجيال الجديدة ممن لا يملك معلومات كاملة عن تاريخ النوبة القديمة، لذلك أستغل هواية الرسم للتعريف بالقرى بطريقة جديدة بخلاف الصور المعروفة عن جداريات النوبة الشهيرة وأيضا تكون الصور سهل تداولها علي مواقع التواصل الاجتماعي في تعاملنا اليومي .
درس بسام التاريخ بكلية الآداب ، حصل علي منحة من وزارة الإتصالات لتعلم الرسم والتصميم والفنون الرقمية " جرافيك" عام 2013 بدأ بها مشروع تجاري في الدعاية والإعلان، ولكن كان له هدف جديد برسم قري النوبة بحسب قوله.
يضيف كنت أرسم بهدوء وأنتج لوحة واحدة في الشهر تقريبا ولكن مع نشر ما أنجزته علي صفحات مهتمة بتاريخ النوبة ووجدت الإهتمام بها، شجعني لإنتاج لوحة رقمية كاملة بشكل شبه يومي، و أطمح بمشروعي رسم كل القرى النوبية، بدأت بالقرى القريبة مني في دابود والتي يتوفر لها صور أرشيفية، وأرغب في رسم القرى طبقاً للصور الأصلية لها بالنوبة القديمة،فالشكل الحالي لقرى المهجر تتشابه بعضها بعضا.
يشتهر الفن النوبي برسومات جدارية للحياة اليومية ومظاهر الفرح والصيد علي جداريات المنازل الشهيرة في الجزر السياحية، ومع انتشار الصور الرقمية تتطلب وجود مشروعا لمواكبة تطور إنتشار الهواتف المحمولة .
يقول بسام " بعد عدة تجارب بمبادرة فردية للنشر علي صفحتي الشخصية علي "فيس بوك"، بدأت صفحات ومواقع مهتمة بالفن النوبي مشاركة ما أرسمه وعرض اللوحات للجمهور،كان"شهر الثقافة النوبية" الماضي فرصة لعرض أكبر قدر من مشروعي تحت مبادرة "كل يوم رسمة" تحتوي اللوحة على شيء يعبر عن جزء من الثقافة النوبية وملحق بها معلومات تعريفية بمحتوى اللوحة.
ويضيف "بدأت بقرى الشلال القريبة مني فرسمت قرية نجع المحطة وغرب سهيل وحاليا اعمل على لوحات لجزيرة هيسا.
صفحة " نوبيان جيوجرافيك " المهتمة بعرض تراث النوبة ومباردات التعريف بثقافة الجنوب، نشرت لوحات لبسام أحمد وطلبت من زوارها متابعته، ويقول مازن علاء، مسئول بفريق عمل نوبيان جيوغرافيك ، "نعرف صور النوبة القديمة بعيون زوارها قديما والمستشرقين، ومن خلال أعمالهم نكون إنطباعات ومعرفة عن العصور السابقة ، ومباردة بسام تربط الثقافة والصور القديمة بالتكنولوجيا الحديثة مما شجعنا علي نشره للجمهور علي منصاتنا".
تهدف مبادرة نوبيان جيوجرفيك بحسب وصف مازن إلي الحفاظ على ثقافتنا الغنية وإحيائها بنشر كل ما يتناول النوبة بشكل يزيد المحصلة المعرفية للنوبيون هذا المشروع مع بسام يهدف لنشر رؤية مصورة للقرى النوبية ، وما نراه بعيوننا نحن بطبيعة الحال تكون الأصدق والأشمل،لانها نابعة من أبناء هذه الثقافة".
مشروع بسام للوحات الرقمية يدعمه فكرة كتاب مصور باسم "نوبة وايكندي" وهي كلمة نوبية تعني بالعربية " نوبة أيام زمان"، يحوي الكتاب عن لوحة من كل قرية ويعمل عليها بشكل فردي بتصميم لوحة طبق الأصل للصور القديمة بشكل رقمي وملحق بمعلومات تاريخية عن القري ، ولكن المشروع مازال في مرحلة الإعداد ويستعد لطباعته بعد دراسة الطلب عليه وتوفر الدعم المادي .
ويقول بسام،"ضعف الإمكانيات وعدم وجود فريق مدرب بشكل جيد يقف حائل أمامي لإستكمال المشروعات، وأطمح مع صديقي عمر منصور علي إنتاج مقاطع فيديو ورسوم متحركة عن الثقافة في النوبة وأسوان وطرح مشكلات الشارع الأسواني بغير الصورة السائدة في الإعلام والسينما.