أزمة كوبري أخميم.. زيادة الأجرة والمسافة على أهالي سوهاج

تصوير: حمزة محمد - جانب من أعملا صيانة كوبري أخميم

كتب/ت رفيدة أشرف - حمزة محمد
2024-01-16 00:00:00

منذ منتصف ديسمبر الماضي وإلى الآن، يتحدث أهالي محافظة سوهاج عن قرار المحافظ بغلق كوبري أخميم لمدة 6 أشهر والذي تسبب في أزمة لهم؛ إذ تم الإغلاق بسبب أعمال الصيانة العاجلة؛ نتيجة وجود شروخ في معظم البلاطات الخرسانية من أعلي إلى أسفل، مما شكل خطرًا مع الكثافة المرورية اليومية العالية على المواطنين، بالإضافة إلى وجود أعطال متكررة في أثناء فتح وغلق الكوبري المعدني عند مرور السفن السياحية.

رصدنا ذلك الأمر، إذ يقول السيد خلف الله، أحد المقاولين العاملين في اصلاحات الكوبري، إذ أرجع السبب إلى وجود شرخ في الخرسانة القديمة؛ مما أدى إلى كسرها، وعمل تزريع لربط الخرسانة القديمة مع الجديدة لم تكن موجودة، ثم إن الصيانة تتم للطبقة الخارجية للكوبري مع الحديد فقط وأعمال النقاشة.

وأوضح أن العمل ينقسم إلى مجموعتين، الأولى تعمل من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 4 عصرًا، والمجموعة الثانية تعمل من الساعة 4 عصرًا حتي الساعة 7 مساءً وتوجد مجموعة إضافية تعمل في حالة الضغط بدءً من الساعة 7 مساءً.

ونظرًا لأهمية الكوبري الذي يعد شريان رئيسي لربط شرق وغرب المحافظة ببعضها البعض، أصدرت المحافظة بيانًا آخر عن المسارات البديلة لكوبري أخميم خلال فترة الصيانة، أوضحت فيه للمواطنين من الشرق إلى الغرب بالمحافظة الطرق البديلة التي من المفترض أن يسلكها.

وكوبري أخميم بسوهاج من أقدم الكباري المعدنية بالمحافظة، ويكتسب أهميته في ربطه شرق المحافظة بغربها، والوصل إلى المصالح الحكومية الموجودة في الجانبين، كما أنه الطريق الوحيد بين حي غرب وجامعة سوهاج بحي شرق.

وأصدرت المحافظة بيانًا آخر عن مواعيد فتح واتجاهات الحارة المرورية التي سيتم العمل بها بكوبري أخميم خلال أعمال الصيانة، إلا أن قرار غلق الكوبري تسبب في أزمة كبيرة للمواطنين.

تركت إيمان كمال، 25 عامًا، تقطن في مركز أخميم، وظيفتها بالاستقبال بدار الطب النفسي للأطفال والمراهقين، الذي يقع في منطقة الكاشف بمدينة سوهاج، فعقب قرار غلق الكوبري لم تجد أي وسيلة نقل تركبها إلى مكان عملها مباشرة كما كان يحدث في السابق.

توضح إيمان معاناتها في أثناء ذهابها إلى عملها: "كنت اضطر إلى أخذ وسيلتين نقل، بعد أن كانت وسيلة واحدة، بالإضافة إلى مسافة كبيرة من المشي كنت أقطعها حتي أصل إلى مكان عملي، إلى جانب الازدحام الذي تسببه المدارس والدروس الخصوصية".

تضيف: "كان من الصعب الحصول على وسيلة نقل ليست مكتظة بالركاب، كل هذا يستغرق وقتًا طويلًا، حيث جعلنى أصل إلى عملي متأخرة في كثير من الأوقات، وكنت اتعرض إلى خصومات في الراتب بسبب هذا التأخير، بالإضافة إلى التكلفة المالية التي زادت، فبعد أن كنت أدفع في أثناء ذهابي 6 جنيهات أصحبت أدفع 20 جنيهًا".

أما عبدالله صبري، 24 عامًا، صاحب أكاديمية تدريب، يرى أن قرار إغلاق الكوبري سبب ازدحامًا كبيرًا، ما أثر عليه في أثناء ذهابه إلى عمله فأصبح يتأخر كثيرًا، ويلجأ إلى إلغاء العديد من المواعيد بسبب عدم وصوله في الموعد المحدد.

ويقول: "بالإضافة إلى الوقت الكبير الذي يستغرقه في أثناء وصوله للعمل، أما عن التكلفة المالية فقد ارتفع أسعار سائقي التاكسي بطريقة مبالغة فيها، وأصبحوا لا يضعون سعرًا ثابتًا بل كل سائق أصبح يضع سعر مناسب له".

تمنى عبدالله أن يتم تثبيت الاتجاه إما ذهابًا أو عودة، مبينًا أن الغلق والفتح ليس حلًا مثاليًا للأزمة، ولكن لا بد من تثبيت الكوبري في اتجاه واحد.

فيما يشتكي محمد صبري، أحد سكان منطقة الشرق، من أوقات فتح الكوبري إذ إن أغلب الوقت يكون الفتح في اتجاه الغرب إلى الشرق، أما الغلق يكون في اتجاه الشرق إلى الغرب، ما عدا وقت الفجر، حيث إن أغلب مشاويره الضرورية اليومية تكون في الغرب.

كما يرى محمد أن السائقين يخالفون خط السير ، فبعد أن كان الخط قبل الغلق من المحافظة إلى الموقف البحري مرورًا بشارع الجمهورية، أصبح السائق يغير المسار ويذهب إلى الزهراء أو منطقة الثلاث كباري اختصارًا للوقت، مما يسبب العديد من المشاكل للركاب الذين يريدون الذهاب إلى شارع الجمهورية.

يضيف: "إلى جانب إلى سائقين مركز أخميم الذين توقفوا عن الذهاب من مركز أخميم إلى منطقة الثقافة، وأصبحوا يذهبوا من أخميم إلى المحافظة، مما يجعل الراكب يضطر إلى أخذ وسيلة نقل أخرى من المحافظة ودفع أجرة أخرى، كما إن سائقي منطقة العارف من المفترض أن خط سيره نهايته أمام المحطة حاليًا يرفض الذهاب إلى المحطة".

ويوضح أن مشاكل غلق الكوبري هي التعريفة، فالأصلية إلى منطقة الشهيد والعارف والثقافه 3 جنيهات، وموقف بحري والمجمع 4 جنيهات، ولكن أصبح العديد من السائقين يستغلون الوضع ويطالبون بدفع التعريفة 4 أو 5 جنيهات نظرًا لتغيير المسارات.

كما تحدث محمد عن الوقت الذي زاد منذ غلق الكوبري، فبدلًا من أن المشوار كان يستغرق 10 دقائق أصبح يستغرق وقتًا كبيرًا بسبب ازدحام الشوارع؛ نتيجة غلق الكوبري.

وأثر قرار غلق الكوبري على رحاب محمود، طالبة بالصف الثالث الثانوي، تقول: "اتأخر كثيرًا على دروسي، وبدأت أخرج قبل موعد الدرس بساعتين، ولكن المشكلة الأصعب تتمثل في الدروس التي يكون موعدها الساعة 9 صباحًا فلا استطيع الاستقياظ قبل الموعد بساعتين".

وتاريخيًا افتُتح كوبري أخميم عام 1951 بمحافظة سوهاج، في عهد الملك فاروق حينذاك برفقته رئيس الوزراء مصطفى باشا النحاس، ووزير المالية فؤاد باشا سراج الدين ووزير النقل والمواصلات محمد باشا الوكيل.

بينما يرى فراج مرجي، أحد السائقين، أن تسعيرة الأجرة مناسبة ولا يوجد بها مشكلة، ولكن مشكلته تكمن في طول المسافة في أثناء ذهابه إلى موقف البحري أو المجمع، ويحاول حل هذه المشكلة من خلال ذهابه إلى طرق مختصرة إلا أن الازدحام يظل عائقًا أمامه فيعد قرار غلق الكوبري أصبحت كل الأماكن مزدحمة.

يتفق معه، محمد جاسم، أحد السائقين، في أن المشكلة الأساسية التي تواجهه هو بُعد المسافة، فأصبح استهلاك البنزين أكثر وكذلك الازدحام، الذي زاد بشكل ملحوظ بعد غلق الكوبري، فيستخدم الطرق المختصرة لحل مشكلة بُعد المسافة وتفادي الازدحام، أما عن التسعيرة فيرى أنها مناسبة لهم كسائقين.

 



تصوير: حمزة محمود - جانب من أعمال صيانة كوبري أخميم