"البوكليت" في امتحانات الإعدادية.. بين مكافحة الغش وقلق الطلاب

اجتماع وزارة التربية والتعليم

كتب/ت رفيدة أشرف
2025-04-08 15:51:27

أعلنت وزارة التربية والتعليم، الأحد الماضي، اعتماد نظام البوكليت في امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية على مستوى الجمهورية، حيث جاء القرار خلال اجتماع محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، مع وكلاء الوزارة في مختلف المحافظات.

وأكدت في بيان لها، أن المديريات التعليمية والإدارات تستعد لعقد امتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الثاني 2025، حيث تقرر تطبيق نظام "البوكليت" على مستوى جميع المحافظات، من خلال إعداد 4 نماذج امتحانية موحدة في عدد الأسئلة ومواصفات الاختبار، مع اختلاف في ترتيب الأسئلة داخل كل نموذج.

وأوضحت المديريات أن الهدف من تطبيق نظام البوكليت هو الحد من حالات الغش، عبر توزيع الأسئلة على أكثر من ورقة، ما يصعب من عملية تسريبها مقارنة بالنظام التقليدي الذي تُطبع فيه جميع الأسئلة في ورقة واحدة أو اثنتين. 

ولكن عبر عدد من طلاب المرحلة الإعدادية عن قلقهم من القرار نتيجة عدم توضيح آلية تطبيقه واتخاذ القرار بشكل مفاجئ.

 قلق من المفاجأة 

وعبرت إسراء السيد، طالبة بمدرسة السادات الإعدادية بنات بأخميم، عن قلقها من تطبيق النظام الجديد دون إعداد مسبق، قائلة: "البوكليت جاء فجأة، وبدل ما يطمنّا، زاد التوتر قرب الامتحانات".

 وأوضحت أن تشتيت الأسئلة داخل الورقة وصعوبة تنظيم الأفكار بسبب دمج الأسئلة والإجابات في الورقة نفسها، إضافة إلى ضغط الوقت، من أبرز التحديات التي تواجهها. 

كما أشارت إلى أن الحاجة للتدريب على نماذج مشابهة أصبحت ضرورية، مضيفة أن مواجهة الغش تتطلب رقابة صارمة ووعيًا أخلاقيًا، لا مجرد تغيير في شكل الورقة الامتحانية.

واعتبرت هبة محمد علي، طالبة بمدرسة الحديثة بإدارة سوهاج، أن "البوكليت" قد يكون تطورًا مهمًا في أسلوب الامتحانات، خاصة أنه يشجع على الفهم بدلًا من الحفظ.

لكنها عبّرت عن تخوفها من صعوبة التنسيق بين الأسئلة والإجابات في ورقة واحدة، خصوصًا تحت ضغط الوقت، مشيرة إلى أن التدريب غير الكافي في مدرستها قد يصعّب التكيّف مع النظام، مطالبة بتوفير نماذج رسمية وفرص تدريب كافية قبل الامتحانات.

وأعربت إيمان عبدالرحمن، طالبة بمدرسة ناصر في سوهاج، عن شعورها بالحيرة تجاه تطبيق النظام، مضيفة: "نجاح نظام البوكليت مرهون بطريقة تنفيذه، لأن من أبرز التحديات التعود على الشكل الجديد وضيق الوقت، مما يتطلب سرعة ودقة في الإجابة".

وطالبت إيمان تطبيق النظام بشكل تدريجي وتوفير وقت كافٍ لفهمه، مؤكدة أن الثقة في النظام الجديد تتطلب دقة في التنفيذ وشفافية في جميع مراحله.

ويُتيح نظام البوكليت أيضًا للطالب الإجابة ضمن مساحة محددة مخصصة لكل سؤال، ما يعزز من تنظيم الإجابات ويمنع الإسهاب أو الاختصار المخل، كما يسهل رصد حالات الغش من خلال مقارنة إجابات الطلاب في النماذج المختلفة داخل اللجنة الواحدة.

خبراء: "لا بد من الاستعداد"

وأكد ريمون ميشيل، الخبير التعليمي، أن تطبيق نظام "البوكليت" في امتحانات الشهادة الإعدادية يُعد خطوة إيجابية نحو تعزيز العدالة والحد من الغش، موضحًا أن توزيع الأسئلة على عدة صفحات وربط كل سؤال وإجابته يقلل من فرص الغش التقليدية، مثل نسخ الإجابات أو تداولها.

وأشار ميشيل لـ"أهل سوهاج"، إلى أن نجاح النظام مرهون بمدى جاهزية المدارس والمعلمين، موضحًا أن بعض المدارس قد تواجه صعوبات في التطبيق نتيجة ضعف الإمكانيات أو غياب التدريب الكافي. 

وفيما يتعلق بعملية التصحيح، شدد الخبير التعليمي على ضرورة الحفاظ على الشفافية والدقة، من خلال وضع آلية واضحة تضمن عدالة التقييم وعدم التحيز. 

واتفق معه محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية في جامعة عين شمس، مؤكدًا أن نظام "البوكليت" سيكون خطوة إيجابية في تطوير العملية الامتحانية بشرط أن يشمل أسئلة مقالية إلى جانب الأسئلة المتعددة الاختيارات. 

وأكد أن دمج ورقة الأسئلة مع ورقة الإجابة في "البوكليت" يوفر مزايا عديدة، من بينها توفير أماكن مخصصة للإجابة داخل نفس الورقة، مبينًا أن هذا النظام لا يتطلب تجربة جديدة بل هو تحسين فعلي يمكن أن يحقق فوائد كبيرة إذا طُبق بشكل صحيح.