تستعد مصر في الفترة ما بين 20 إلى 25 نوفمبر القادم، لاستضافة البطولة العربية لرياضات "الجيت كون دو" للمنتخبات والأندية العربية، التي ستقام باستاد القاهر الدولي، وذلك وفقًا لما أعلنه الاتحاد المصري للجيت كون دو منتصف أكتوبر الجاري، وفيما تُعدّ مصر الرائدة عربيًا في هذه الرياضة، تحظى سوهاج بنصيب كبير في هذه الريادة.
ففي قرية الشباتية التي تقع شمال مدينة سوهاج، حصل اللاعب محمد عبدالوهاب على بطولتي العالم في "الجيت كون دو" للمحترفين والهواة، العام الماضي.. وفي السطور التالية تحاوره "أهل سوهاج" لمعرفة المزيد عن هذه الرياضة وقصة رحلته حتى تحقيق المركز الأول عالميًا.
في البداية عرفنا على رياضة الجيت كون دو؟
هي رياضة قتالية من الدرجة الأولى، أسسها الممثل الآسيوي "بروس لي" في ستينيات القرن الماضي، تُعدّ خليطًا بين الملاكمة والتايكوندو والجيو جيتسو اليابانية والجودو والكاراتيه والكونج فو الصينية، إذ ضمّت "الجيت كون دو" كل مهارات الفنون القتالية، واعتمدت على هدف واحد فقط؛ هو القضاء على الخصم بأسرع وقت ممكن، ففكرتها وفلسفتها تقوم على قتال الشوارع وإنهاء الخصم بأسرع وسيلة أو طريقة ممكنة.
وكيف بدأت رحلتك كبطل رياضي؟
ولدت بقرية الشباتية إحدى القرى التابعة لمحافظة سوهاج في عام 1986، حصلت على بكالوريوس تجارة بجامعة الأزهر بالقاهرة، مارست الرياضة في سن صغير ولا تزال حالة الشغف كما هي.
تعرفت على اللعبة منذ ممارستي للألعاب القتالية عام 1999، كنت وقتها أبلغ من العمر 13 عامًا، بدأت مسيرتي بممارسة رياضة الكونج فو، كان مدربي وقتها الكابتن حاتم عبد النعيم، واحتفظت بالمركز الأول في كل بطولات الصعيد من عام 1999 حتى عام 2013، كما حصلت على بطولة الجمهورية للناشئين، ثم عشقت التايكوندو، وقتها كان مدربي الكابتن عمر هاشم، والحقيقة أن إيمانه بموهبتي واهتمامه الرهيب دفعني لطموحات بعيدة، أولها الانضمام إلى منتخب مصر للتايكوندو عام 2005، لكن أُصبت بإصابة قوية، ورافقني طويلًا الإحباط بسببها.
كيف تأثرت بالإصابة؟
مكثت سنتين بعيدًا عن الرياضة، إلى أن قررت الخضوع لجراحة علاجية، وبعدها توالت البطولات، إذ احتفظت بالمركز الأول في بطولات الصعيد، فلم أخسر أي مباراة لا ودية ولا رسمية داخل نطاق الصعيد، ثم انضممت لمنتخب مصر مرة ثانية.
وفي 2013 قررت السفر إلى السعودية، حيث أعمل حاليًا كمدير مالي لاحدى الشركات الصغيرة، إلى أن جاءتني الفرصة في عام 2023 بدعوة رسمية للمشاركة من الاتحاد الدولي لـ"الجيت كون دو" برئاسة كابتن أحمد عبداللطيف، بعد عشر سنوات من انقطاعي عن البطولات الرسمية.
وكيف نجحت في العودة للبطولات مرة أخرى؟
قررت التدرب بمنتهى القوة يوميًا، ولمدة ثلاث شهور كاملة، مع نخبة من خبراء هذه الرياضة بالسعودية، قبل بطولة العالم بسيرلانكا 2023، ورغم إصابتي أثناء التمرين قبل البطولة، إلا أنني حصلت على لقب بطل العالم كأول مصري وعربي، في فئتي الهواة للوزن المفتوح، وحزام بطولة المحترفين في فئة الاحتراف؛ بحضور وزير الرياضة السريلانكي، وكان يعتبر بالنسبة لي أعظم إنجاز قد حققته.
حدثني عن واقع لاعبي "الجيت كون دو" في الأقاليم
يعاني اللاعبون في الأقاليم من قلة المدربين والخبرة والنقص الشديد في الإمكانيات، فمعظم الإمكانيات المادية والمعنوية غير متوفرة، وكذلك فرص الاحتكاك مع الفرق الكبيرة غير متوفرة.
ولا يوجد دعم مادي من النوادي، فأثناء السفر إلى بطولة الجمهورية، كان السفر يتوقف على حسب مقدرة كل لاعب، فالنادي لم يكن يتحمل مصاريف الانتقال، لذا كنا نلجأ لأهالينا للحصول على نفقات الانتقال، وبعض اللاعبين كانوا يعتذروا بسبب سوء ظروفهم المادية "لاعبين كتير تركوا اللعبة بسبب ظروفهم المادية".
ماذا ينقص محافظة سوهاج لامتلاك مقومات صناعة البطل الرياضي؟
تمتلك محافظة سوهاج المورد البشري فقط من لاعبين ومدربين، لكن ضعف الإمكانيات يدفع اللاعبين إلى الانتقال للقاهرة من أجل تحقيق ذواتهم، لذا من المهم توحيد جهود الدولة لرعاية لاعبي المحافظات، وتوفير الإمكانيات للألعاب الفردية.
كيف ترى وضع أندية سوهاج والأقاليم؟
وضع الأندية في سوهاج والأقاليم أشبه بالديكور، ويحتاج إلى التطور، كما أن أعضاء مجالس الإدارة هدفهم الشهرة، إذ يفتقدون المعرفة الجيدة بأسس ومفاهيم الرياضات المختلفة، فضلًا عن نقص الرؤية، فلا يوجد سوى العضويات الاجتماعية للأندية، حتى الموارد المالية التي يحصلون عليها تصرف في غير مكانها الصحيح.
ما أصعب التحديات التي واجهتها في مشوارك الرياضي ؟
واجهت ضعف الإمكانيات في النوادي، وقلة الوعي الثقافي بممارسة الرياضة بين الأهالى، وضعف دخول الأسر، وضعف الاحتكاك، وبعد المسافة عن القاهرة.
وأذكر أنني خضت بطولة العالم على حسابي الشخصي، فاضطررت إلى عمل جمعية حتى أستطيع دفع اشتراك البطولة ورسوم الانتقال والإقامة، ولم أتقاضْ دعم مادي من أي مؤسسة حكومية أو اتحاد محلي حتى بعد تحقيق الفوز، فلم أحصل على أي تكريمات سوى شهادة تقدير وصورة تذكارية مع وكيل وزارة الشباب والرياضة ومحافظ سوهاج، فهذا الإحباط لا يشجع الأجيال القادمة لمواصلة المسيرة.
وكيف تكرّمت عالميًا بعد اللقب؟
حصلت على تكريمين من الاتحاد السعودي في "الجيت كون دو"، كما حُزت درع التميز من الأمير السعودي سعود بن فيصل بن مساعد آل سعود، وكُرّمت محليًا من محافظ سوهاج اللواء طارق الفقي.
ما البطولات التي تنتوي المشاركة بها حاليًا؟
أعاني حاليًا من إصابة قوية، لذا سأخضع للعلاج، وسأستعد للمواجهات الدولية القادمة خاصة بطولة الألعاب السعودية للرياضات القتالية.