مع انتشارها شعبيًا.. في دار السلام "المقاطعة حاضرة"

تصوير: فرح أحمد - مقاطعة المنتجات الأجنبية في دار السلام

كتب/ت فرح أحمد - سارة سمير
2023-11-18 00:00:00

عادت إلى صدارة الاهتمام المصري، فكرة مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية أو الأجنبية عمومًا الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب أحداث طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، ورد الاحتلال الإسرائيلي بعمليات قصف وتدمير مستمرة بقطاع غزة، أسقطت 11,500 شهيدًا و29,800 ألف جريحًا في القطاع، فيما لا يزال 3,250 في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

وحظيت القضية الفلسطينية بتعاطف عدد من شعوب العالم مع معاناة الفلسطينيين، فيما اكتسبت المقاطعة مرة أخرى مساحات جديدة في عقول الشعوب العربية والشعب المصري، كوسيلة للضغط أو الاحتجاج على ما يحدث في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.

ورصدت "صوت السلام" آراء بعض المواطنين حول فكرة المقاطعة والقضية الفلسطينية، من خلال جولة في محال البقالة بمنطقة دار السلام، لاستطلاع وقياس مدى قوة وتأثير دعوات المقاطعة.

حسام عياط، 41 عام، عامل في محل "ألبان"، قال إن تجار الجملة ليس لديهم البضائع البديلة للمقاطعة، داعيًا لضرورة مساعدة المواطنين عن طريق عدم شراء المنتجات الأجنبية، كما أوضح: "الناس مش مساعدانا في المقاطعة، وأغلب الناس بالمنطقة يشترون منتجات أجنبية عادي، أكيد مش هنوقف أكل عيشنا ونقفل المحل ونسيب البضاعة جنبنا".

وقال عامل آخر في نفس المحل هو محمد أحمد، 30 عام: “احنا مستعدين لو فتحوا الحدود أننا نروح ونحارب مع أخواتنا في فلسطين، والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي دورهم مهم في وصول صوتنا للعالم، وأننا لا نرضى بالظلم".

ويوضح رمضان محمود، 71 عام، مالك محل بقالة، أن المنتجات المصرية ليست كثيرة، والمنتشر المنتجات الأجنبية؛ والناس تميل أكثر لها لأنها تكون أفضل".

ورغم ذلك لا يخفي رمضان أنه يدعم القضية الفلسطينية "ربنا موجود يمهل ولا يهمل وحق فلسطين راجع"، ويقول: “إذا استطعت مقاطعة المنتجات الأجنبية بشكل كامل سأفعل ذلك، لكن لا يوجد بدائل كثيرة لدى تجار الجملة".

وقال مالك آخر لمحل بقالة - فضل عدم ذكر اسمه: “إن موضوع المقاطعة لا نستفيد منه، والعمال المصريين متضررين من هذا".

وأضاف: “المصريين اللي شغالين في مصانع المنتجات الأجنبية بالآلاف، ولما نقاطع المنتجات أكل عيشهم هيتقطع ودا استثمار، لكن القضية الفلسطينية محتاجة تدخل بشري، ومهما الأسهم الاقتصادية لشركات المنتجات الأجنبية نزلت فده مش هيأثر عليهم، ودا مش هيخليهم يوقفوا القصف".

وتقول عبلة سيد، 46 عام، عاملة في محل خياطة، إن المقاطعة غير مفيدة، مضيفة: “بس بنحاول نعمل اللي علينا واللي قادرين نعمله".

وقالت ملك بلال، 16 سنة، طالبة في الصف الأول الثانوي: “يجب علينا استبدال المنتجات الأجنبية بالمصرية، مثلًا الشيبسي بـ "بيج شيبس" والبيبسي بــ"سبيرو ستابس"، وأن ندعم المنتجات المصرية، مضيفة: "لو كلنا قاطعنا المنتجات الأجنبية على طول مرة في مرة هنلاقي المصانع المصرية اللي كانت بتستورد المنتجات الأجنبية الإقبال قل عليها، فهتبتدي تصنع منتجات مصرية أكتر".

وتوقفت كنزي حسام، 15 سنة، عن شراء أي منتج أجنبي بعد المقاطعة، ولكنها تواجه مشكلة نُدرة المنتجات المصرية، موضحة: "بتمنى مصر تصنع منتجات بجودة أفضل علشان تتقدم أكتر زي أمريكا وكل الدول الغربية".

وعن آراء الأهالي الذين يؤيدون المقاطعة قال هاني السعدني، 49 سنة، مدرس من سكان دار السلام، "علينا الشعور بأخواتنا اللي بيموتوا واحد ورا الثاني، ونضحي بأشيائنا المفضلة، وما نفعله لا يساوي شئ أمام تضحيات الفلسطينيين".

وأضاف: “لما أنت تعتبرها أزمة وتقول لا أصل أنا مش بعرف أشرب غير بيبسي ومش بحب غير الشيبسي، ففيه ناس في غزة يتمنوا بس لقمة وبق مياه.. لازم كلنا نقاطع وحتى لو ده مأثرش بس على الأقل هنحس بشعور الحرمان من الحاجة اللي اتعودنا عليها، لكن في فلسطين كل يوم بيتحرموا من كل حاجة من أهل وأكل وشرب وأمان، لازم كلنا نقاطع، وفلوسنا اللي بندفعها في ماكدونالدز بتروح لأمريكا عشان يعرفوا يمدوا إسرائيل بأسلحة، وأكيد ده هيأثر عليهم مع الوقت لو استمرينا عليه، وإن شاء الله ربنا على كل ظالم".

وقالت أية سمير، 24 سنة، موظفة في شركة مقاولات: "إن المقاطعة شئ أساسي ويجب علينا أن نجتمع على مقاطعة كل المنتجات الأجنبية وندعم منتجات مصر، ولازم ندعم القضية الفلسطينية ونقاطع كل المنتجات الأجنبية، ونوصل صوتنا عشان كل الناس تبقى رأي واحد، وده يخلي مصر تطور من منتجاتها وتبطل تستورد تاني".