شهدت عدة مناطق في حي دار السلام بمحافظة القاهرة، انقطاع الكهرباء بشكل متكرر، خلال الأسبوعين الماضيين، في شوارع الفتح والفيوم، حيث تراوح عدد مرات الانقطاع بين أربع وخمس مرات، دون أي توضيح من قبل شركة جنوب القاهرة بشأن السبب أو مدة الانقطاع.
ووفقًا لما رصده "صوت السلام" من شهادات سكان المنطقة، أكد البعض أن التيار الكهربائي بدأ ينقطع أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، وأحيانًا يصل إلى ثلاث مرات انقطاع، بمدد تتراوح بين نصف ساعة وساعتين.
وقال طارق أمين، محاسب ورب أسرة، يقطن في منطقة دار السلام، إن الكهرباء بدأت تنقطع كثيرًا في بداية رمضان، معربًا عن قلقه على الأجهزة المنزلية، خاصة بعد الأضرار التي لحقت بها خلال موجة تخفيف الأحمال في العام الماضي.
وأوضح أن انقطاع الكهرباء العام الماضي، أدى إلى تعطل مروحة وموتور الثلاجة مما كلفه نحو 2000 جنيه لإصلاحهما: "وقتها فني التصليح قالي أن السبب هو التقلبات بسبب الجهد الكهربائي الناتج عن تخفيف الأحمال".
وأوضح طارق أنه لتجنب المزيد من الأضرار، قرر فصل جميع الأجهزة عن الكهرباء قبل مغادرته للعمل، فيما تتولى زوجته متابعة الوضع عند استيقاظها، مضيفًا: "خايفين من عودة خطة تخفيف الأحمال بسبب اقتراب الصيف".
وبسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء في الحي، لجأت حسناء عبدالمقصود، مُدرّسة وربة أسرة، إلى الاتصال بالخط الساخن لشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، لكنها لم تتلقَّ أي رد رغم محاولاتها المتكررة لمدة نصف ساعة.
كما لم تصدر شركة الكهرباء أو حي دار السلام أي بيان يوضح أسباب الانقطاع المتكرر، ما جعل السكان في حيرة من أمرهم.
تعاني دار السلام يوميًا من الانقطاع العشوائي للكهرباء، الذي يؤثر على الأجهزة المنزلية ويعطل حياة الأهالي، خاصة مع حلول شهر رمضان.
تقول حسناء: "الكهرباء غالبًا ما تنقطع وقت الظهيرة، في وقت أكون مشغولة فيه بالمطبخ، مما يعطلني لمدة ساعتين أو أكثر، تعود الكهرباء لفترة قصيرة ثم تنقطع مجددًا، حتى أجد نفسي عند الثالثة عصرًا ولم أبدأ الطهي، بينما يعود أطفالي من المدرسة بحاجة إلى المذاكرة واستخدام الكهرباء، في ظل ضغط الوقت خلال رمضان، وإذا كان هناك عطل في المنطقة، فمن حقنا أن نعرف لنتمكن من الاستعداد".
تبلغ القدرة الاسمية الإجمالية للطاقة الكهربائية في مصر 59.4 ألف ميغاواط، تشمل 2843 ميغاواط من المحطات الغازية، و18.17 ألف ميغاواط من المحطات البخارية، و32.2 ألف ميغاواط من محطات الدورة المركبة، وفق بيانات وزارة الكهرباء في يوليو العام 2024.
ونما تصدير مصر للكهرباء إلى الخارج بنسبة 116% وفق تقرير وزارة التخطيط العام 2023، بينما في العام التالي أقرت الحكومة المصرية خطة تخفيف الأحمال، تضمنت جدولًا قطع الكهرباء في جميع محافظات الجمهورية، وزيادة عدد ساعات الانقطاع إلى ثلاث ساعات، بهدف مواجهة موجات ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة خلال فصل الصيف.
تواصلت "صوت السلام" مع مصدر مسؤول من شركة جنوب القاهرة لمعرفة أسباب الانقطاع وهل هي بداية عودة تخفيف الأحمال إلا أنه رفض التعليق، وبالتواصل مع الخط الساخن للشركة أكد المتحدث أنهم لم يتلقوا أي شكاوى من انقطاع الكهرباء في دار السلام وليس لديهم معلومة عن عودة خطة تخفيف الأحمال.
في ديسمبر الماضي، استقبلت منظومة الشكاوى الحكومية في مصر نحو 18.5 ألف شكوى تتعلق بقطاع الكهرباء والطاقة، من بينها حوالي 16.9 ألف شكوى وبلاغ بشأن مدة وتوقيتات انقطاع التيار في بعض المناطق، نتيجة تنفيذ خطة تخفيف الأحمال، وفقًا لبيان صدر عن مجلس الوزراء وقتها.
