تحتفل الطائفة الأرثوذوكسية في مصر، بعيد الميلاد المجيد، اليوم 7 يناير من كل عام، وهو العيد الذي يسبقه أيضًا رأس السنة أو ما يُطلق عليه "الكريسماس"، وهما الاحتفالين اللذين يقتضيا ميزانية خاصة، ارتفعت بالتوازي مع ارتفاعات الأسعار المتلاحقة خلال العام الماضي، وفي حي دار السلام نرصد خطط الأسر للاحتفال، وكذلك تأثير الأسعار على مدى إقبالهم على محال الهدايا والتسالي، في عيد الميلاد المجيد.
احتفال واحد
"نقصر الاحتفال بالكريسماس وعيد الميلاد المجيد على احتفال واحد فقط"، هكذا كانت خطة جورج إسحاق، 30 عامًا، للاحتفال رغم ارتفاع الأسعار، وحول خطته يقول "جورج"، الموظف بالقطاع الخاص: "أبدأ اليوم بزيارة الكنيسة والصلاة، ثم أعود لمنزلي واصطحب أسرتي، نذهب للملاهي، ونتناول وجبة عشاء بأحد المطاعم في نهاية اليوم"، ويضيف مُعلقًا " لا يمكن أغير أو ألغي عاداتنا بالعيد بسبب الأسعار".
"هو يوم في السنة، حتى لو هضحّي بمرتب شهر، لازم نحتفل بالعيد"، هكذا قال سامي جورج، 45 عامًا، مالك محل أدوات كهربائية بحي دار السلام، وأوضح قائلًا " بالطبع احتفل بعيد الميلاد المجيد لأنه مُقدّس لدينا، نصلي ونزور الأقارب، ونتلقى تهنئة جيراننا من الأخوة المسلمون".
تسالي
يستعد الطالب ماسيو مينا، 14عامًا، للذهاب إلى الكنيسة، لحضور صلاة عيد الميلاد، فيما تستمر خطته السنوية للاحتفال.
يقول "ماسيو": "احتفل مع أصدقائي، سواء مسلمين أو مسيحيين بالكريسماس وبعيد الميلاد المجيد، وخطة الاحتفال بالنسبة لي تبدأ بشراء ملابس جديدة، وشراء الحلوى والتسالي، لتناولهم في نهاية اليوم بالمنزل مع أسرتي".
أسعار مضاعفة
"الإقبال كبير رغم ارتفاع الأسعار"، هكذا يُعلّق عامر حسين، 50 عامًا، مالك محل تسالي بحي دار السلام ، ويوضح قائلًا "الأهالي اعتادوا كل عام، أثناء الكريسماس وعيد الميلاد المجيد، على شراء التسالي والحلوى، لأنها جزء من شعورهم بالبهجة والسعادة".
وعن الأسعار يوضح "حسين" قائلًا: "الأسعار ارتفعت بنسبة الضعف، مقارنة بالعام الماضي، ولكن الأهالى تشتري التسالي والحلوى لأنها عادة أساسية بالنسبة لهم".
أما خطة احتفالات مارتينا عماد، 45 عامًا، ربة منزل بحي دار السلام، فكانت "التسالي والحلوى، بجانب القلقاس واللحوم والدواجن"، فيما علّقت قائلة "أجهز الأطعمة المختلفة التي كانت أسرتي صائمة عن تناولها قبل عيد الميلاد، والتسالي جزء من احتفالاتنا لا نستغنى عنه، ولا نقطع عاداتنا رغم غلاء الأسعار فهو يوم واحد كل سنة".
سعر الدبدوب
الارتفاعات لم تطالْ التسالي فقط، فوفقًا لحديث "م . ع"، صاحب محل هدايا، فإن أسعار بضاعته المخصصة لعيد الميلاد ورأس السنة ارتفعت عن العام الماضي، ويُعلّق قائلًا "الدبدوب الأحمر كمثال، كان سعره 50 جنيهًا في العام الماضي، وهذا العام أبيعه بـ100 جنيه".
وأمام الفاتورة المُضاعفة، يُعلّق "م.ع" قائلًا "أرى أهمية الاحتفالات من ناحيتين، الأولى أنها تُغيّر من روتين يومنا العادي، في استقبال عام جديد بالخير والفرحة، بالإضافة إلى أنها مصدر رزقي، فإذا لم تكن هناك احتفالات لن يكون هناك بيع للهدايا".
أما فاتورة احتفاله، فيُعلّق قائلًا "اعتدت كل عام في أعياد الميلاد أن أطلب من زوجتي إعداد أكلة حلوة، واشتري التسالي والحلوى لأبنائي، لكن هذا العام سأقوم بتقليل الكميات، فبدلًا من ميزانية 100 جنيه للتسالى، أصبحت أخصص 50 جنيها فقط، وذلك حرصًا على وجبة اللحم التي ارتفعت أسعاره لتصل إلى 400 جنيهًا للكيلو الواحد".
خطة بديلة
ويؤكد الطالب محمد جمال، 18 عامًا، أنه لم يعتد الاحتفال برأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد بالتنزه مع أفراد عائلته، مُوضحًا "كنت أخرج وآكل التسالي، وأذهب إلى السينما وأشاهد أفلام جديدة، لكن هذا العام سأكتفي بالجلوس مع أصدقائي على أحد المقاهي بسبب الأسعار".
تهنئة واحتفال
أما مريم أحمد، 34 عامًا، ربة منزل، فتقول: "رغم ارتفاعات الأسعار، لابد أن أطبخ أكلة مميزة لليوم، مثل الفتة أو المكرونة بالبشاميل، وأحرص على جعله يوم مميز، وأحيانًا نقرر التنزه وشراء عشاء مميز، فتلك هي بداية العام ويجب أن تكون مختلفة عن بقية أيام السنة، وأبدأها بتهنئة أصدقائي من الأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد".
بالعافية
تخالفهم الرأي، رحمة محمد، 45 عامًا، ربة منزل، التي تقول: "أنا لا أحتفل بعيد رأس السنة الميلادية، وسأقصر الاحتفال على أعياد الفطر والأضحى، لأن غلاء الأسعار جعلنا في مأزق"، وعلّقت قائلة: "إحنا بنحتفل بالعافية، ودخلنا كأسرة 4000 جنيه شهريًا، وهذا يجعلنا غير قادرين على الاحتفال بالكريسماس أو عيد الميلاد المجيد".