مع نهاية كل عام، يبدأ الموسم القصير لبيع أشجار الكريسماس وأدوات الزينة، احتفالًا باستقبال العام الجديد، ولكن مع الأزمات الاقتصادية وارتفاعات الأسعار، تغيرت طرق الاحتفال هذا العام، حيث أدى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، لتأثير مباشر على حركة البيع والشراء، فاضطر البعض للبحث عن بدائل أقل تكلفة وصلت لحد "التصنيع المنزلي"، ما أثر بالتبعية على مكاسب ومبيعات محال الزينة بسوهاج.
الأسعار كانت نقطة التحول، والتي أوضحها فرج نور الدين، أحد العاملين في محلات الزينة بسوهاج، بمنطقة القيسارية، خلال حديثه لأهل سوهاج قائلاً: "الأسعار ارتفعت بنسبة متوسطة عن العام الماضي وبشكل معقول، حيث تبدأ أسعار الأشجار الصغيرة التي يبلغ طولها حوالي 1.2 متر من 140 جنيهًا، أما الأشجار متوسطة الحجم التى يبلغ طولها حوالي 1.5 متر، فأسعارها تتراوح ما بين 300 و500 جنيهًا، والأشجار الكبيرة التى يزيد طولها عن مترين سعرها يصل الى 3000 جنيهًا أو أكثر على حسب الجودة.
أما بالنسبة للزينة، فقال "نور الدين" إن كرات الزينة التي يتم تعليقها على الشجرة تبدأ أسعارها من 25 جنيهًا إلى 55 جنيهًا على حسب الحجم والنوعية، أما إكليل عيد الميلاد الاصطناعي الذي يبلغ طوله 8.8 قدم، فأسعاره تبدأ من حوالي 439 جنيهًا، أما الزينة على شكل النجمة الذهبية فسعرها 189.90 جنيهًا.
أما تماثيل بابا نويل فتختلف أسعارها حسب الحجم، وفقًا لنور الدين، حيث أكد أن التمثال المتوسط الحجم تبدأ أسعاره من 300 جنيهًا، أما التمثال صغير الحجم أسعاره تبدأ من 125 جنيهًا، أما بالنسبة للفوانيس النحاسية، فأسعارها تبدأ من حوالي 400 جنيهًا ، بينما البلورات المضيئة أسعارها تبدأ من 200 جنيهًا، وأخيرًا بالنسبة للشموع والمزهريات تبدأ أسعارها من 135 جنيهًا.
وأوضح فرج أثناء حديثه لـــ أهل سوهاج، أن هذا العام شهد إقبالا كبيرًا على الزينة محلية الصنع، لأنها تناسب ميزانية أغلب الناس، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، فأسعار الزينة المحلية تكون أرخص بكثير من المستوردة، لكن جودتها أقل.
تأثير اقتصادي
ارتفاع أسعار الزينة هذا العام دفع ماري مينا، 19 عامًا، للبحث عن بديل، يبقي الاحتفال بعيد الميلاد قائمًا، فقالت "مينا" في حديثها لأهل سوهاج: "خوفًا من ارتفاع الأسعار مع نهاية العام، قمت بالبحث في المحال عن زينة متبقية من العام الماضي، وسأقوم بتعليقها يوم رأس السنة، حيث أنها أرخص من الزينة الجديدة، ولكنها أقل جودة.
أما مايكل هاني، طالب في الصف الأول الثانوي قال " بسبب ارتفاع الأسعار سأجبر على شراء الزينة المحلية لرخص سعرها مقارنة بالزينة المستوردة، ولكن جودتها في بعض الأحيان تكون سيئة؛ ففى أثناء تعليقها على شجرة الكريسماس تتلف بسهولة.
الحل بالنسبة لأسرة فيلوباتير مجدي،9 سنوات، كان مختلفًا، يقول "فلوباتير" في استياء: "أردت شراء الكثير من الألعاب والزينة، ولكن والدتي رفضت ذلك، وأكدت أن ميزانيتها تسمح بشراء نوع واحد فقط من زينة الكريسماس، بسبب غلاء الأسعار".
صنع في المنزل
فسرت مارينا رامي، والدة "فيلوباتير" خطتها التقشفية في الاحتفالات، قائلة :"نحن كأسر نواجه تحديات كبيرة هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، فأولادي يحرصون على الاحتفال بالكريسماس، لكن للأسف أصبحت معظم الأسر مجبرة على تقليل النفقات أو حتى صنع الزينة بنفسها، لذا أحاول تحقيق التوازن بين احتياجات أبنائي وبين الظروف الاقتصادية، لذا سأشتري نوع واحد من الزينة المحلية، رغم أن جودتها أقل، ولكنها تلبي احتياجاتنا بشكل معقول".
أما يوستينا كيرلس، ذات الـ14 عامًا، قالت: "بسبب غلاء الزينة المستوردة، نحن نضطر في كل عام لصنع الزينة بأنفسنا في المنزل، رغم أن الجودة ليست عالية مثل الزينة الجاهزة، إلا أننا نستمتع بصنعها مع العائلة."