أصبحت من الرفاهيات.. قطار الأسعار يقتلع شجر الكريسماس في دار السلام

تصوير: مريم أشرف - شجرة الكريسماس

كتب/ت مريم أشرف
2024-12-31 15:08:16

4 أشجار هي حصيلة مبيعات إسماعيل محمد، صاحب مكتبة في منطقة دار السلام، من شجر الكريسماس لهذا العام من أصل 40 شجرة ابتاعها قبل الموسم بفترة طويلة، إلا أنه لم يستطع بيع الكثير منها.

يقول: “كل عام كانت الكمية تنفد سريعًا من شجر أعياد الميلاد المجيد، لكن هذا العام الإقبال ضعيف بشدة بسبب غلاء الأسعار، واعتبار كثير من المواطنين زينة الكريسماس رفاهية لا يقدرون عليها في الوقت الحالي".

لم تتزين شوارع دار السلام بأشجار الكريسماس كالمعتاد هذا العام، وبدا واضحًا نقص إقبال المواطنين على شرائها، وتوقف المحال عن بيعها بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة، مما جعل الكثير من الأسر تكتفي بالزينة البسيطة أو الاحتفالات المنزلية، مع غياب الشجرة التي كانت تمثل رمزًا للفرح والاحتفال.

بائعون: “غلاء الأسعار ضرب الموسم"

يؤكد إسماعيل لـ"صوت السلام" أن سعر الشجرة يتراوح من 100 إلى 200 جنيه بحسب حجمها والزينة المعلقة بها، وهناك شجر صغير بـ60 جنيهًا يبلغ حجمه 45 سم، والأعلى سعرًا بـ300 جنيه، لذلك لم يستطع سوى بيع 4 شجرات هذا الموسم من أصل 40 شجرة بسعر 150 جنيه: “موسم الكريسماس سينتهي قريبًا وباقي الشجر موجود بالمحل بلا مشتري".

يتعرض لنفس الصعوبة، محمد العربي، صاحب مكتبة في منطقة دار السلام، فرغم أنها مكتبة جملة تبيع للتجار كميات كبيرة، إلا أنه هذا العام أصبح يبيع للزبائن فقط بسبب نقص الإقبال على شراء شجر الكريسماس.

يقول:"المكتبة كانت تبيع بالجملة بداية من 6 قطع، لكن العام الحالي أصبحت تبيع بالشجرة للزبائن، لأن موسم أعياد الميلاد والزينة الخاصة به لم يعد عليه إقبال بسبب الظروف المادية للأسر، التي تفضل شراء الأساسيات عن الاحتفال".

في محل آخر، يخيم عليه الهدوء، رغم الألوان المبهجة وصوت أغاني "الكريسماس"، يجهز رامي عزت، صاحب محل مستلزمات الديكور والزينة بنفس المنطقة، شجرة الكريسماس الخامسة للبيع، فلم يستطيع منذ بداية الموسم الحالي سوى بيع 4 شجرات فقط وهو ما وصفه بالمعدل القليل.

يبدأ سعر الشجر لدى محمد بـ200 جنيه وكان يستهدف المحال والمقاهي التي تضعها تعبيرًا عن بداية العام الجديد، لكن هذا العام لم يشتر منه أحد سواء الأسر أو المحال: “الظروف الاقتصادية ضربت الموسم".

الأدوات المكتبية: "الظروف الاقتصادية أثرت على الإقبال"

وأكد ذلك محمد حسن، وكيل شعبة الأدوات المكتبية وألعاب الأطفال بالغرق التجارية بالقاهرة، في تصريحات لـ"صوت السلام" بأن مبيعات أشجار "الكريسماس" هذا العام ضعيفة، نظرًا للظروف الاقتصادية الحالية وعدم وجودها في أولوية المواطنين، وبالتالي لا يشهد الموسم إقبالًا هذا العام.

وسبق وأعلنت شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بالغرف التجارية بالقاهرة، أن هناك ارتفاعًا في أسعار شجر الكريسماس لهذا العام بنسبة تتراوح بين 10 – 20 % مقارنة بأسعار العام الماضي.

أسر: “الشجر أصبح رفاهيات"

يتماشى ذلك مع الحلول التي لجأت إليها الأسر والمحال لتجنب شراء شجرة الكريسماس والاحتفال بالأعياد في الوقت ذاته، منهم منال محمد، صاحبة صالون تجميل، استخرجت شجرة العام الماضي واستخدمتها في الموسم الحالي، تقول: “ديسمبر هو موسم عمل الصالون بسبب الأعياد، وأحرص على خلق أجواء الاحتفال داخله، لكن في نفس الوقت لن أضيع أرباحي في شراء شجرة زاد سعرها هذا العام".

حيلة أخرى لجأت إليها مادونا عماد، ربة منزل، وهي الاكتفاء بوضع زينة بسيطة وبعض الإضاءات التي كلفتها 50 جنيه بدلًا من شجر الكريسماس مرتفع الثمن؛ وذلك لإدخال السرور على أطفالها: "شراء شجرة الكريسماس لم يعد في مقدور الكثير من الأسر لذلك نستغنى عنه مقابل شراء الملابس الجديدة".

 

تظهر أشجار "الكريسماس" في بعض محلات دار السلام خلال الموسم الحالي، وحيدة دون أن تشتريها الأسر، ومن ممكن أن تختفي خلال السنوات القادمة، وتصبح مجرد رمزًا قديمًا للعيد هدمه قطار غلاء الأسعار.

 

تصوير: مريم أشرف - شجر الكريسماس