وسط زيادة الأسعار التي طالت كل شيء، وبعدما تجاوز أهالي دار السلام اختبار شهر رمضان، الآن هم في اختبار جديد مع تسالي العيد التي تُضفي البهجة والسعادة على قلوب الأطفال بالتحديد.
فأحد أجواء العيد يوم الوقفة أو على مدار أيامه هو الزحام على محال بيع التسالي مثل "اللب والسوداني والمقرمشات والحلوى والترمس"، الذي يشتريها الأسر كنوع من كسر حدة العادات الروتينية في غير مواسم الأعياد.
ويعد طبق "التسالي"، أحد الأطباق التي تتوسط أي مائدة طوال الأعياد، سواء لتناوله أثناء مشاهدة التلفاز أو وسط التجمع العائلي والسمر والأحاديث.
إلا أنه ومثل الأعوام الأخيرة السابقة، تزداد أسعار التسالي بشكل كبير، اعتبارًا أنها سلع غذائية ترفيهية، حتى وإن كانت أحد المشاهد القليلة الترفيهية في حياة أيًا من محدودي أو متوسطي الدخل ممن لم يعودوا قادرين على شراؤها الآن.
تقول أميرة محمد، 42 سنة، ربة منزل وأم لثلاثة أبناء، "طبعًا مش هنقدر نستغني عن شراء التسالي لأن الأطفال بيحبوها وبتخلينا نحس بالعيد"، واعتادت أميرة على شراء التسالي كل عام، غير أنها لا تزال تُفكر في مقاطعتها هذا العام.
ولن يستغني محمد إبراهيم حسين 45 سنة، أب لثلاثة أولاد، عن شراء التسالي، حتى يُدخل السعادة على قلب أطفاله، لكنه اضطر لتقليل الكمية، خاصة أن دخله المادي تغير عن الأعوام السابقة "كنت بشتري السنة اللي فاتت بـ400 جنيه، دلوقتي هشتري بـ100 جنيه".
وستضطر إيمان هاشم 45 عامًا، ربة منزل، لتقليل الكمية أيضًا، إذ تقول "الأسعار عامة مبالغ فيها في كل حاجة، بنحاول نتعايش مع الغلاء". كانت تشتري إيمان تسالي بما يُقدّر 300 جنيه "لكن دلوقتي يمكن هشتري بنفس المبلغ لكن كميات أقل".
ولم يؤثر الغلاء فقط على حال المستهلكين، بل أصحاب مقالي التسالي أيضًا. يشتكي سليمان سعيد هريدي أن مكسبه من أن البيع انخفض، يعلق قائلًا: "مبقيناش نكسب نصف المكسب اللي كنا بنعمله زمان"، ويحاول هريدي ألا يزيد من أسعار بضاعته كثيرًا "كل بائع يضع زيادة وفقًا له، فيه ناس بتبيع أغلى من اللي عندي".
ويبيع هريدي كيلو اللب السوبر بـ 240 جنيه، بعدما كان سعره في السنة الماضية 160 جنيه، فيما وصل سعر الفول السوداني إلى 140 جنيه، والسوداني المملح بـ160 جنيه، ويبلغ سعر اللب السوري 160 جنيه، واللب الأبيض 320 جنيه.
