منذ ارتفاع أسعار الطماطم وتسجيلها 12 جنيه للكيلو بارتفاع سبعة جنيهات في أسبوع واحد؛ ومحلات "الفول والطعمية" تُخبر زبائنها ممن يسألون عن السلطة بغياب القوطة عن السندوتشات.
محمد أحمد، صاحب محل للفول والطعمية، أعلم منذ الأيام الطباخين في محله بعدم وضع الطماطم في السندوتشات حين قفزت أسعارها، يقول "السعر لما يكون مناسب يصل إلى 10 جنيه للكيلو، وكان المتوسط من 5 إلى 6 جنيه”.
البطاطس أيضًا ارتفعت أسعارها من سبعة إلى عشرة جنيهات، لكن لا يستطيع محمد إلغاء بيع البطاطس؛ لأنها طبق أساسي وسندوتش هام، في حين يمكن أن يتغاضى الزبائن عن غياب الطماطم عن السلطة، ويكتفون بالخيار والجرجير والجزر.
هذه التغيرات في أسعار الطماطم قادت محمد إلى عدم استقرار في حركة البيع لديه، يقول: “البيع الأكبر للأطباق وليس السندوتشات؛ لأن الزبون لا يتقبلها دون طماطم.. لكن ما باليد حيلة فهذه ليست أفضل طريقة، فالطماطم ضرورية لتخفيف الحموضة ومشاكل المعدة التي تسببها الفول والطعمية".
ويقول عبدالله محمد، بائع خضراوات، إن السحب على الطماطم انخفض بنسبة 50 %، بسبب الموجة الحارة التي أتلفت المحصول فقل المعروض منه وارتفع الطلب ومن ثم السعر".
وفي رحلته الأسبوعية للأسواق لشراء قفص الطماطم وزن 25 كيلو، فوجئ عبدالله بارتفاع سعره من 170 إلى 250 جنيه في أسبوع واحد فقط؛ مما دفعه لشراء كمية أقل، وبرغم ذلك لم يستطع بيع نصفها حتى خلال الأسبوع الماضي.
وهذا الارتفاع في أسعار الطماطم يتزامن مع ارتفاع أسعار سندوتش "الفول والطعمية والبطاطس" بالأساس، مما ضاعف هموم المواطنين الذين أصبحوا مجبرين على شراء سندوتش مرتفع الثمن بلا طماطم تُرطب بطونهم، وتخفف من حدة زيوت الفول والطعمية.
وخلال عام 2023 ارتفع سعر سندوتش الفول والطعمية والبطاطس إلى 5 و7 جنيهات بارتفاع جنيهيّن عن السابق، وارتفع سعر طبق الفول من 3 إلى 5 جنيهات، والطعمية قفز سعر القطعة إلى جنيه أو 2، وفي حال قرر شخص واحد شراء 3 "سندوتشات" أو أطباق فقد يصل سعر الوجبة من 15 إلى 25 جنيه.
ويشعر خالد عبدالهادي، نجار موبيليا، بثقل مهمة شراء وجبة الإفطار إلى أسرته، يقول: “أدفع مبلغ غير منطقي في فول وطعمية، فأسرتي 5 أفراد، ويحتاج إفطارهم من 50 إلى 70 جنيه يوميًا"، وهو رقم كان يدفعه في وقت سابق لشراء وجبة الغداء التى تتميز بعناصر أكثر تكلفة مثل البروتينات.
ولم يتوقع خالد أن تصل الأوضاع الاقتصادية الحالية إلى دفعه نفس المبلغ في "فول وطعمية"؛ ولذا قرر إلغاء وجبة الإفطار خلال أيام العمل، فيشرب الشاي ويدخن السجائر، ثم في نصف اليوم يطلب وجبة كشري يعتبرها الإفطار والغداء معًا في محاولة للتوفير.
وعلى عكس محمد أحمد، فإن محمد حداد، "صنايعي سلطة" في مطعم فول وطعمية لازال يضع الطماطم؛ لأنه يعتبر أنها أهم ما في طبق السلطة الشعبي.
ورغم رفض صاحب المحل لكنه أقنعه ألا يخسر زبونه بتغيير أية مكونات في الوصفة، مفضلًا تقليل كمية الطماطم والشراء بنفس الميزانية التي يضعها المحل للسلطة.
ويعتقد محمد أنه لا مجال لرفع سعر الفول والطعمية مرة أخرى، فيكفي الارتفاع الذي حدث مع التعويم الأخير نهاية العام الماضي، والذي جعل وجبة توصف بـ"وجبة الغلابة" تتكلف من 30 إلى 50 جنيه تقريبًا للأسرة الواحدة.