ظل تطبيق "التيك توك" منذ 2016 لا يعرفه أحد إلى أن جاء وباء كورونا، وحقق في 2020 رواجًا أكثر بين الشباب عالميًا ومحليًا.
تحكي آلاء محمد، 22 عامًا، تجربتها مع التطبيق، وتقول: "شُخصت باضطراب تناول الطعام الانتقائي الاجتنابي، وهذا يجعلني أتجنب 98% من الطعام بسبب شكله ولونه ورائحته، لذا لجأت إلى تيك توك علشان يشتتني خلال الأكل".
وتضيف آلاء: “المُعالجة النفسية اقترحت عليّ تشتيت نظري أثناء تناول الطعام حتى لا أتعرض للخطر بسبب قلة الأكل، أسرتي دعمتني لكن تركيزهم الزائد أقلقني، وهو ما أصابني بنوبة من القيء الشديد بعدها أصبحت وجبة الطعام فيلم رعب".
وتوضح آلاء: "في البداية شعرت أن التطبيق يعزلني عن الواقع لكن في مرة كنت وحدي وجائعة في المنزل، بحثت عن وسيلة ففتحت تطبيق "تيك توك" وطالعت "فيديوهات" ثم بدأت في تناول طعام قمت بإعداده، وصارت صحتي أفضل وأتناول الأكل بمعدل جيد".
التطبيق لا يحتكر استخدامه فقط الشباب، فنادية محمد، 61 عامًا، تستخدمه باهتمام، حيث تنتهي من زحام غسل الصحون وطهي الطعام، ثم تبدأ في تصفح "تيك توك" لتسلية الوقت، وهذا فتح لها مجالًا للتعرف على وصفات طهي جديدة.
وبدأت نادية استخدام التطبيق في 2022، وهي الآن تشاهد الفيديوهات الكوميدية التي يقدمها أحفادها وأبناء أشقائها، وهو ما يضيف لحظات لطيفة ليومها.
وترى نادية أن "تيك توك" هو "بسكوت العشر دقائق، وطريقة عمل فشار مثل الذي يقدم في السينما"، كما ساعدها التطبيق في تقديم أفكار جديدة لإعادة تدوير الأشياء القديمة الموجودة بالمنزل، انتهاءً بتحول الفيديوهات في حياة نادية لطريقة تواصلها مع صديقاتها بعد التقاعد، إذ يتبادلن كل يوم فيديوهات من التطبيق، وهو ما خلق تجربة جديدة في حياتهن.
انطلق "التيك توك" في 2016 على شكل تطبيق "ميوزكلي" والذي اعتمد على الرقص وتحريك الشفاه مع كلمات الأغاني أو أداء جُمل حوارية من المشاهد السينمائية الشهيرة والتي في الأغلب تكون كوميدية، مع الوقت تطور إلى "التيك توك" والذي يدعم فيديوهات بوقت أطول، وأصبح مساحة لعرض المواهب وطرح معلومات خلال دقائق.
تقول هاجر محمد، 20 عام: "النص ساعة اللي قبل النوم بفتحه علشان بيساعدني أنام.. لحد ما اتحولت لعادة"، مضيفة أنها بدأت في استخدامه في فترة الحجر الصحي وقت انتشار وباء كورونا عام 2020؛ بسبب الفراغ الذي عانت منه بعد أن قدمت أبحاثًا للنجاح في فصلها الدراسي".
منذ هذا الوقت أصبح التطبيق جزء من حياة هاجر، تتصفحه في العشر دقائق التي تنتظر فيها "حمام الكريم" ليقوم بمفعوله داخل شعرها، وفي المترو وحدها، وقبل النوم.
بعد أكثر من عام على استخدام التطبيق تسرب إليها الملل سريعًا من الأنشطة التي تتطلب وقتًا طويلًا، فهي لا تتحمل مشاهدة فيديو يصل إلى نصف ساعة، الكتاب كبير الحجم تنهيه في شهر بدلًا من أسبوع، وهو إحساس مشترك في أبناء جيلها الذين يفقدون الصبر على الأنشطة الأطول من فيديو يدوم لثواني على "التيك توك".
يذكر تقرير "داتا ريبورتال Datareportal" أن عدد مستخدمي التطبيق لمن هم فوق 18 عامًا بلغ 23 مليون و73 ألفًا في مصر حتى يناير 2023، وبلغ عدد مرات تحميل التطبيق بليون مرة عالميًا على متجر التطبيقات الخاص بجوجل "بلاي ستور".