أطفال سودانيون يهربون من آثار الحرب بـ"الديكوباج"

تصوير: أرشيفية - أطفال سودانيون يمارسون نشاط فني تابع لمبادرة "بصمة إبداع"

 ليوم واحد ربما شعر عشر أطفال سودانيين بالبهجة، مُبتعدين عن ذكريات الحرب القاسية التي فقدوا فيها ذويهم، يوم الإثنين الماضي قضى 10 أطفال من البنين والبنات وقتًا في فعالية جديدة؛ هي إعادة التدوير باستخدام فن الديكوباج، الذي نظّمته مبادرة "بصمة إبداع". 

اشترك بالفعالية 10 أطفال تراوحت أعمارهم بين 8 إلى 18 عام، قاموا بقص الزجاجات البلاستيكية، وتلوينها وتزيينها، وسط شعورهم بالسعادة والتفكير الإبداعي، فيما يُعقد هذا النشاط مرة شهريًا.

بصحبة جيرانها السودانيين الصغار قدمت إلهام خضر، 54 عامًا، لمشاركتهم بعض الساعات في نشاط إعادة التدوير، تقول السيدة لـ"صوت السلام": "أرى إن الانشغال بالإبداع مهم جدًا، للتعبير عمّا بداخلهم من خلال الفن والإبداع، وتنمية المهارات لديهم". 

وتذكر أن جيرانها السودانيين الصغار رأوا العديد من المشاهد الصعبة خلال الحرب "منهم من لا يعرف مكان أهله، ومنهم من ماتوا فعليًا". 

يُذكر أن الحرب في السودان بدأت في أبريل 2023، ومنذ ذلك الوقت تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين، وصل عددهم حتى 30 سبتمبر 2024 إلى 503 آلاف و993 لاجئ، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. 

دعم نفسي بـ"الديكوباج"

توضح رقية عبد الله، صاحبة مبادرة "بصمة إبداع" والقائمة على تدريب الأطفال، أن هدف المبادرة تقديم دعم نفسي للأطفال من خلال الفن للتخلص من الضغوط النفسية التي تعرضوا لها، بالأخص الأطفال القادمين دون ذويهم من بلدان الحروب، كما ترغب رقية من خلال المبادرة خلق بيئة آمنة للتعارف والدمج بين الأطفال، والتعايش مع البلد المضيف، كذلك اكتساب مهارات جديدة.

من بين المشاركين قدمت آسيا علي، 25 عامًا، برفقة ابن أخيها الصغير، وتقول "أرى أنه تأثر نفسيًا كثيرًا بما حدث في الحرب بسبب فقد أهله"، مُضيفة أن ابن أخيها ليس لديه أصدقاء "لذلك فالنشاط وسيلة جيدة لخلق بيئة تجعله يتعرف على أصدقاء جدد، حتى لا يظل مشغولًا بما حدث له من آثار الحرب".

يقول محمد سالم، مسئول الحماية بالمبادرة، إن الأنشطة الإبداعية مهمة لحماية الأطفال من آثار الحرب، ويضيف "نحن نخلق لهم مساحة آمنة صحية للتعلم والإبداع، ونُشعرهم بجو الأسرة، ويستطيع الأطفال الاستفادة من فن الديكوباج فيما بعد، واستغلال وقتهم بشكل صحيح".  

ويستطرد سالم في حديثه "إنها فرصة جيدة للأطفال حتى يتعلموا مهارة العمل الجماعي، ولاحظت أثناء النشاط أن السعادة تغمر وجوه الأطفال".

جدير بالذكر أن مبادرة “بصمة إبداع" هي مبادرة مجتمعية شبابية، تأسست عام 2018 من قبل مجموعة من الشباب بمختلف الجنسيات، بمنطقة حدائق المعادي، وتهدف المبادرة خدمة المجتمع من خلال برامج تعليمية للأطفال.

كما تهدف إلى تقديم خدمات توعوية وصحية وقانونية، بالتعاون مع المراكز المجتمعية والمنظمات الشريكة، لتحسين أحوال اللاجئين في مصر والاهتمام بصحة المرأة والطفل النفسية وتثقيف الأفراد من خلال العمل التطوعي داخل المبادرة. 

تصوير: أرشيفية - أطفال سودانيون يمارسون نشاط فني تابع لمبادرة "بصمة إبداع"