من رشة الدقيق الأولى، مرورًا بإعداد العجينة ثم القلي في الزيت حتى النضج التام، تتغير رائحة المنزل وتفوح منه روائح الخبز الذكية، معلنة عن وجود وجبة "السمبوسة" القاهرية، التي تعد أساسية في شهر رمضان لا سيما مع تعلق الأطفال بها.
للسمبوسة أسرار خاصة أيضًا، تسردها نادية طاهر، 62 عامًا، ورثتها عن جدتها وعلمتها لكل نساء العائلة، وأصبح لكل منهن طريقة خاصة، إذ تعدها نادية منذ 10 سنوات وحتى الآن، تقول: "المقادير تكون كيلو دقيق بيضتين وثلاثة أرباع كوب من الزيت، ومرقة الدجاج، والتوابل حتى يكون لها طعم خاص، ثم عجن المقادير مع الماء".
تقسم نادية العجين إلى قطع تناسب حجم السمبوسة، ثم تفردها وتضع بداخلها اللحم المفروم أو الجبن حسب الرغبة، ثم في الزيت حتى تنضج بعد التأكد من غلقها بشكل جيد، وهو أحد الأسرار التي تعلمتها من جدتها حتى لا تفتح في الزيت وتضيع الحشوة.
لا تفضل نادية وأسرتها السمبوسة الجاهزة، لأنها لا تملأ البيت بنفس رائحة عجينة المنزل، وطعمها مختلفًا للأفضل، وصنعها في المنزل يذكر الأسرة بطبق جدتهم، تقول: "الأكل نفس وحب وممارسة حتى تتعلم من الأخطاء، والتعامل مع كل المكونات حتى يصبح الطهي مهارة".
وتعلم الطهي من الأمهات وفقًا لـ"نادية" مختلفًا، إذ تكون الفتاة في تحد مع نفسها إلى أن تصل إلى نفس مهارة الأم في الطعام، فيكون بالنسبة لها نموذج مثالي، ثم تعطي نفس الوصفة لأبنائها وهكذا تتوارث طرق الصنع.