نظمت كلية الطب بجامعة حورس في محافظة الدقهلية، أول مؤتمر طلابي لها تحت عنوان "الابتكار والأثر.. الطلاب يقودون التغيير"، بمشاركة فاعلة من طلاب الكلية وعدد من الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس، وبحضور أكاديمي من قسم "مانشستر" للطب بجامعة المنصورة، حيث جرى تكريم عدد من أساتذته تقديرًا لمساهماتهم في فعاليات المؤتمر.
وشهد المؤتمر حضورًا مكثفًا من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وسط تفاعل كبير مع الجلسات والمداخلات، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بالجامعة لتعزيز دور الطلاب في المشهد الأكاديمي وصقل مهاراتهم القيادية والبحثية.
أهمية المؤتمر
وأكدت الدكتورة مها ماهر، عميدة كلية الطب بالجامعة، خلال كلمتها الافتتاحية، أهمية تمكين الطلاب من المشاركة الفعالة في الأنشطة الأكاديمية والتنظيمية، مشيرة إلى أن تنظيمهم لهذا المؤتمر يُعد خطوة نحو إعدادهم لأدوار قيادية مستقبلية داخل الحرم الجامعي وخارجه.
وأضافت لـ"قلم المنصورة" أن المؤتمر أتاح للطلاب فرصة حقيقية للمساهمة في تطوير العملية التعليمية، مؤكدة أن الطلاب تولوا تنظيم المؤتمر من البداية حتى النهاية، مما يضعهم في منافسة مع طلاب الجامعات العالمية".
وأوضح الدكتور عمرو الكارف، وكيل كلية الطب، أن الجامعة تسعى لتكرار التجربة بشكل سنوي، من خلال تنظيم مؤتمر طلابي واحد على الأقل كل عام، بإدارة وتنفيذ كامل من الطلاب، بهدف تعزيز مهاراتهم العلمية والقيادية، وتمهيد الطريق أمامهم للمشاركة في العمل الأكاديمي والمجتمعي.
وتضمّن المؤتمر عددًا من الجلسات الحوارية التي ناقشت أبرز التحديات التي تواجه طلاب الطب، من بينها الفجوة الجيلية وتأثيرها على العملية التعليمية، وبيئة العمل الطبي، وأهمية البحث العلمي في بناء الفكر الطبي.
كما شاركت الدكتورة دعاء توفيق في جلسة بعنوان: "تحديات الأجيال ومستقبل التعليم الطبي"، ناقشت فيها طرق بناء جسور التواصل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
الطلاب يقودون التغيير
وشهد المؤتمر عرضًا بحثيًا لعدد من الطلاب حول الذاكرة قصيرة وطويلة المدى وتأثيرها على الأداء الدراسي، إلى جانب استعراض أدوات علمية تساعد على تنمية المهارات الذهنية وتحسين التركيز.
ولاقى التنظيم الطلابي للمؤتمر إشادة واسعة من الحضور، حيث أدار الطلاب الجلسات وتولوا مهام الإعداد والتنسيق.
وقالت جنى مقصود، عضوة باللجنة المنظمة: "عملنا كفريق حقيقي، وتعلمنا كيف ننظم حدثًا علميًا من الصفر رغم التحديات الكبيرة".
فيما أشار عبدالرحمن عزت، أحد المتحدثين في المؤتمر، إلى أن التجربة منحتهم ثقة كبيرة في أنفسهم، قائلًا: "استغرق التنظيم عامًا كاملاً، لكننا كسبنا خبرة لا تُقدّر بثمن".
واختتم المؤتمر بجلسة خاصة نظّمتها الجمعية العلمية لطلاب الكلية، استعرضت خلالها تطور الطب عبر العصور، وقدّمت تعريفًا بأبرز المؤسسات الطلابية، ومنها الاتحاد الدولي لطلاب كليات الطب في مصر، والذي تمثله جمعية "همسة" الخيرية.
كما ناقش الطلاب في جلسة أخيرة حملت عنوان "مستقبلك كطبيب" أبرز المسارات المهنية الممكنة بعد التخرج، مؤكدين أهمية التخطيط المبكر للحياة العملية، وطرحوا رؤى حول مستقبل المهنة والتحديات المحتملة في سوق العمل الطبي.