أنا والمنصورة و"الفرنساوي" 

تصميم: باسم حنيجل

كتب/ت ندي حنيجل
2025-03-20 12:27:47

أتصفح يوميًا موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وفي أحد مرات تصفحي للهاتف، وجدت أن يوم 20 مارس هو اليوم العالمي للغة الفرنسية، وهي المادة التي أدرسها حاليًا كوني طالبة في الصف الثاني الثانوي.

لكن علاقتي بالفرنسية "مش في  أفضل حالاتها"، والسبب في اختياري لها هي سهولتها كما يقول البعض، ففكرت في تلك اللحظة أن أبحث على موقع "جوجل" على تاريخ اللغة الفرنسية. 

تحتل الفرنسية المركز السابع من حيث اللغات الأكثر استخدامًا في العالم، ولأنني فتاة من المنصورة، وقد كان أسر "لويس التاسع" في دار ابن لقمان، أثناء قدوم الحملة الفرنسية على المنصورة، فقررت أن أبحث أيضًا على علاقة دار ابن لقمان باللغة الفرنسية.

ففي 6 أبريل عام 1250ميلاديًا، جاءت الحملة الصليبية السابعة، إلى مدينة المنصورة، ودارت معركة المنصورة بين الأهالي والجيوش الفرنسية بقيادة لويس التاسع، وانتصر الأهالي واقتيد لويس التاسع إلى الأسر في دار ابن لقمان، وحُرّر في 7 مايو من نفس العام.

واستمرارًا للزيارات الفرنسية الغير مستحبة، ففي عام ١٧٩٨ جاءت الحملة الفرنسية علي مصر، واستمرت لثلاثة أعوام، لكنها انتهت بهزيمة الفرنسيين وانسحابهم. 

وكانت اللغة الفرنسية في تلك الأثناء، هي اللغة الأجنبية السائدة، لكن بعد ذلك خفت وجودها، بسبب زيادة النفوذ البريطاني في العالم.

وفي المنصورة عام ١٩٠٨، أي منذ ١١٧ عام، نشأت مدرسة العائلة المقدسة على يد القديسة إميلي، التي بدأت بتعليم ثلاثة راهبات فرنسيات بالمجان لتلميذات لم يتجاوز عددهن ٢٠ فتاة في منزل صغير. 

وفي عام ١٩٢٣ نُقلت المدرسة إلى المبنى الحالي بشارع سعد الشربيني، التي تعتمد نظام دراسي باللغة الفرنسية فقط، وفي عام ١٩٢٥ زاد عدد الطلاب ليصل إلى ٣٦٠ طالبة، وبعد العدوان الثلاثي في عام ١٩٥٧ تحولت لتكون لغتها الأجنبية الأولى الإنجليزية، واعتُمدت الدراسة بالعربية، بعد مغادرة الراهبات المنصورة، فيما تسلمت المدرسة وزارة التربية والتعليم، واستُعين بهيئة تدريس مصرية.

لكن لم تنتهي قصة مصر مع اللغة الفرنسية في ذلك الوقت، بل تم توقيع اتفاق عام ١٩٦٨ بتعليم اللغة والثقافة الفرنسية، حيث أقيم مشروع لتدريس اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية في المدارس الحكومية، وفي شهر أغسطس عام ٢٠٢٤ أعلن وزير التربية والتعليم الحالي، محمد عبد اللطيف، إقرار اللغة الأجنبية الثانية بالثانوية العامة، ومنها اللغة الفرنسية، كمادة رسوب ونجاح.

وبرغم من أهميتها، إلا أني مازلت أواجه صعوبة في تعلم اللغة والقواعد النحوية لها وحفظ كلامها، وذلك لاعتيادي الأغلب على نطق حروف الانجليزية، وأتمنى لو كانت اللغة الفرنسية لغة أجنبية أولى في مصر، فسوف يكون تعليمها أسهل، نظرًا لحبي للاستماع لها، ولكن لا أفضل الحديث بها.