رحلتي الأولى إلى معرض الكتاب

تصوير: محمود عبدالحميد - أحد زوار المعرض يتفقد صف من الكتب داخل أحد القاعات

كتب/ت محمود عبد الحميد
2025-02-05 11:56:47

في عالمي القديم كنت لا أبحث عن أشياء جديدة لأفعلها، فكنت وحدي هنا أجلس في غرفتي وسط فراغ عقلي، لا أفكر في شيء، لا توجد أنشطة لدي حتى أمارسها.

 فكرت قليلًا، ماذا يوجد في هذا العالم لأفعله؟! وردتني فكرة أخرى، فسألت نفسي، ماذا يفعل المقربين مني؟ وبماذا يستمتعون؟، ووجدت أنهم يستمتعون بقراءة الكتب والروايات، ففكرت لم لا أقرأ أنا أيضًا! فبدأت في البحث عن روايات وكتب صغيرة لقراءتها حتى وصلت إلى هنا.

هذا العالم الذي تختلف فيه الوجوه والأشكال والجنسيات، لكن يربطنا حدث واحد، حب لشيء واحد، يجمعنا مرة واحدة في العام، وهو "معرض القاهرة الدولي للكتاب" (اضافة اسم المعرض الرسمي).

لم أكن أتخيل أن أهتم بشيء مثل هذا، لكن فعلت، حينما وجدت نفسي أرسل معلومات على الرابط الخاص الذي قدّمته جامعة المنصورة لطلابها، للذهاب معهم إلى معرض الكتاب، وكانت هي التجربة الأولى لي، لكن الرحلة كانت مليئة بالتجارب. 

بدأت رحلتي في العاشرة صباحًا من جامعة المنصورة إلى القاهرة، ومن هنا بدأت مغامرتي الجديدة المختلفة، تجولت بين القاعات لا أعرف ماذا أفعل الآن؟، الجو ممل جدًا، فأنا أتجول دون فائدة، حتى اقتنيت أول كتاب لي، فظهر التغير على ملامح وجهي، وعرفت عالمي الجديد الرائع. 

زاد انبهاري عندما وجدت صف من كتب أحلامي، تحتوي على معلومات تهمني في دراستي بكلية الإعلام، وهي "فن المؤتمر الصحفي"، "السياسات الإعلامية والحرب النفسية"، "الإعلام الدبلوماسي والعلاقات العامة"، و"دور المفاوضات في إدارة الأزمات الدولية"، وما كان في نيتي شراء هذا العدد من الكتب، لكن اشتريت الصف كاملًا ولم أترك شيء منه،  ابتسمت لنفسي الآن حينما تذكرت بائعة الكتب وهي تقول لي أخذت الكتب كلها وأعطتني كتابًا هدية. 

وبعد ذلك استمتعت بحضوري فاعليات الغناء والموسيقى القديمة مثل أغاني عبد الحليم حافظ وأغاني تعبر عن ثقافة مدينة بورسعيد، كان الجو مشحون بالغناء من الجمهور والمغنين وفرقة الكورال، حتى أفسد الوقت فرحتي لأن وقت الرحيل قد حان. 

استمتعت بالمعرض والفعاليات، وتمنيت أن أجلس هناك وعدم الرحيل إلى منزلي مرة أخرى، لكن الوقت كان قصيرًا، ليس بمعنى الكلمة، لكن كنت أود أكثر من ذلك.

أما عن تجربتي الأولى الأخرى، فهي أن أصدقاء رحلتي لم يكونوا أشخاصًا عادية، لكن كانوا مميزين بالنسبة إلي، فقد كانت تجربتي الأولى في التعامل معهم؛ كنت حذر جدًا ولست قريبًا منهم في بداية الرحلة، لكن سعدت كثيرًا بالتعامل معهم والقرب منهم.

 وبعد فترة قصيرة بدأ عدد من الناس بالغناء، نظرت إليهم بمشاعر السعادة، واندمجت معهم، وبدأت أيضًا بالغناء، وتعاملت وتحدثت معهم، فكانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة يتعاملون بتلقائية وببساطة، وهذه كانت مفاجأة الرحلة بالنسبة لي؛ وسعدت جدًا بالتعامل معهم، وكانوا رفاق رحلتي التي أتمنى دومًا أن أكون بجانبهم. 



تصوير: محمودعبدالحميد - لقطات من زيارة طلاب جhمعة المنصورة لمعvض القاهرة الدولي للكتاب 56