عامنا على أعتابه الأخيرة، أيام وتنتهي 2021م.
عام وجدنا فيه الأماني و الذكريات، و تعثرنا في منتصف الطريق، لكن ماذا إن وهبتك الحياة فرصتك لتبدأ عامك الجديد باختلاف؟ تري ما لم تره ولم تعشه من قبل؟
ترى بداية العام من خلال شبابيك مكان جديد، دولة جديدة، أشخاص جدد، و ترى التفاصيل والاحتفالات.. تدرك أنها البداية ولكن ليست بداية العام إنما هي بداية حياتك الجديدة؛ فماذا تظن؟
سنحت لي الفرصة أن التحق بجامعة خارج مصر بعيدً عن أسرتي وأصدقائي، تملكني الحماس بمقدار ما تملكني الخوف في كل لحظة، لكن عندما وجدت نفسي علي أرض مكان مختلف تغير كل شئ.
ها أنا الآن أستعد لعام جديد بتجربة جديدة لم أعشها من قبل.
شاهدنا كلنا في طفولتنا الأفلام الأمريكية التي تعرض في شهر ديسمبر على شاشات التليفزيون، رأينا فيها الثلج منتشرًا حول الناس، والبياض في كل مكان.
تجد وسطهم أضواء ساطعة، تنير و تطفئ مع الرقصات، و تجد شجيرات عيد الميلاد العملاقه حولك، تزين الشوارع وتزين كل ما حولك، أطفال ترتدي زي عيد الميلاد الشهير بـ "بابا نويل"؛ فأنت في شهر "الكريسماس".
لكنها لم تكن فقط لقطات سينمائية، هي جزء صغير من الواقع الكبير المميز.
في أوروبا تجد أجواء احتفالية لم ترها من قبل، فالزينة تملأ الشوارع، والمحلات، ومراكز التسوق، والجامعات، والسكنات الجامعية، الرقص في كل مكان حولك، الأطفال ترقص وتغني بزيها المميز، شجيرات الكريسماس تجدها في كل مكان ، تجدها في أكبر حجم في ميادين المدن.
تجربة أعيشها للمرة الأولى في حياتي، أراها و أتلذذ.. فرحتي بها كطفل رأى لعبته المُفضله للمرة الأولى، أتذكر في كل دقيقة كم كانت سعادتي تكتمل إذا كانت أسرتي مشاركة لهذه التجربة؟
لكن علي الفور أمسك بهاتفي، أسجل كل اللحظات التي حولي، ألتقط الصور المختلفة للشوارع، والأشخاص ، والشجيرات ، أوثق الاحتفالية الأولى التي أراها، أعشق التجارب الجديدة، وأعشق بهجة الشوارع في هذا الوقت من العام، لكن لا بهجة تساوي ما تراه عيناي الآن للمرة الأولى.
كوني بنت لم يمنعني من التجربة، التجربة التي جعلتني أرى كل شيء حولي بشكل مختلف، بطريقة جديدة ، تجربة على الرغم من أنها ينقصها أهم الأشخاص في حياتي الشخصية، لكنها تجربة حياتي والفرصة التي جعلتني أرى العالم الآخر، العالم الذي كنت أراه فقط خلف شاشة التليفزيون