مشاكل اقتصادية طاحنة، فيروس اكتسح العالم وأرعبه، ضغط وتوتر، مشاكل في العمل وفي الدراسة والحياة.
١٠ أكتوبر من كل عام هو اليوم العالمي للصحة النفسية، والذي تم الاحتفال به أول مرة عام 1992 في سياق مبادرة من طرف الاتحاد العالمي للصحة النفسية، والغرض منه هو إجراء مناقشات أكثر انفتاحا وووعيا عن صحتنا النفسية.
الإضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطراب الأكل وغيرها، يعاني منها أكثر من مليار شخص في العالم، وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، منهم ٧٠٠ ألف يلاقوا حتفهم انتحارًا، بمعدل شخص واحد كل ٤٠ ثانية!
في سن المراهقة يحاوطنا الكثير من الضغوط والمشكلات، منّا من يتعرض للضغوط من أهله في ظل عدم وجود حوار معهم، ومنّا من يتعرض للتنمر في ظل محيط اجتماعي يستخف به لعدم وجود وعي بهذه المشكلة، بالإضافة إلى التنمُّر الإلكتروني الذي يتعرض له جيلنا، والذي بتنا جميعًا معرضين له بسبب وجودنا على "السوشيال ميديا"، وخطورته تصل إلي انعدام الثقة بالنفس ومشكلات نفسية أخرى قد تدفع الضحية إلى إنهاء حياته/حياتها أو إيذاء نفسه/نفسها.
كل هذه المشكلات يجب على المجتمع أن يكون واعيا بها بشكل كافٍ، ويتصدى إليها بطرق مختلفة مثل تنظيم حملات توعوية عن الصحة النفسية، ولكن يجب أن تكون مبدعة ومؤثرة ومناسبة أن تخاطبني وأبناء جيلي، وليس تلك التي تدفعنا لتحويلها إلى مادة للسخرية، بالإضافة إلى دور الإعلام من خلال البحث وتنظيم مناقشات فاعلة عن هذا الموضوع مع المتخصصين.
ومن وجهة نظري فإن دور الأخصائي النفسي في المدارس والجامعات مهم وضروري، ليس في المدارس والجامعات فقط بل في كل أماكن وبيئات العمل لتدعيم الموظفين والأفراد أيضا، بالإضافة إلى أهمية توعية الأهالي بأن المرض النفسي ليس مسّا من الجن أو مجرد "دلع" من الأولاد، أذكر في هذا السياق أنه كان لدي صديق يعاني من بعض الاضطرابات النفسية، وبدلا من أن يقوم أهله باستشارة طبيب نفسي، ذهبوا إلى شيخ لعمل رقية شرعية عليه لعلاجه من الحسد!
الاضطرابات النفسية حقيقة، ويجب الاهتمام بالمريض/ة المصاب/ة بها وتقديم الدعم اللازم له/لها من البيئة المحيطة به/بها، ويجب علاجه/ها عند أطباء متخصصين، فإذا لم يتلق/تتلق المساعدة والدعم من أهله/ها سيصبح/ستصبح "في خبر كان”.