"يبدو أن النهاية كتبت بداية جديدة لقصتي".. كم مرة تكتب جملة في موقف عبثي، وتقف أمامها، تفكر في أشياء كثيرة ليس هناك شيء يربط بين بعضها البعض.
كتبت الاقتباس في يوم من الأيام التي كنت أنتظر فيها نتيجتي للثانوية العامة، الشبح المخيف الذي كان يلازمني في أحلامي، كنت في انتظار شيء يغير كل شيء من حولي، كنت بانتظار أن تتغير حياتي بلحظة إعلان نتيجتي، وقد كان، لكن ليس كما ظننت.
صرت أعد الأيام على اللحظة التي ستطأ قدمي فيها باب مطار القاهرة الدولي، فأنا ذاهبة لأدرس ما أحببت لكن ليس في المكان الذي رغبته، تغيرت حياتي كما كنت أريدها لكنها سلكت طريقا آخر.
تحولت حياتي ١٨٠ درجة في ١٠ أشهر، تغيرت شخصيتي، ربما ماتت القديمة لكن ما صارت عليه كانت هي من تمنيتها لأعوام، تمنيت تلك الفتاة القوية التي لا تُهزم بسهولة، تمنيت أن أتحدى مخاوفي، وكنت سعيدة وأنا أفوز بالتحدي وأثبت لنفسي وللجميع أن الطفلة قد كبرت.
تغير كل شيء وغيرني معه، تعلمت كيف أعيش كل يوم بروح جديدة، أردت أن أحيا تجربة أتذكرها حتى أكتب آخر سطر في سطور قصتي، وددت أن أشعر بالاختلاف، وعدت نفسي ألّا أعود مرة أخرى كما أنا.
نتيجتي لم تكن نهاية مطافي، ولم تكتب سطر النهاية في حكايتي كما كنت أظنها تفعل، بل كتبت بداية جديدة لقصتي، بداية جديدة لشخصي المُفضل الآن، نتيجتي أغلقت أبواب الضعف والخوف وفتحت لي أبواب الاكتشاف وأبواب التطور، فماذا عنك؟ هل ستتركها تكتب لك النهاية، أم ستجعلها بدايتك المُفرحة؟