"لم ينتهِ دوري في الحياة بعد خروجي على المعاش".. بهذه الجملة استقبلت "وفاء أمين" قرار خروجها على المعاش، لتقرر الاستمرار بعزيمتها وحبها للعمل، إذ تلقّت تشجيعًا من أهلها، حتى لا تستسلم للبقاء حبيسة منزلها بعد المعاش، مقترحين عليها افتتاح مشروعها الخاص التي ظلت تحلم به لسنوات.
"وفاء أحمد أمين"، مهندسة زراعية، تخرجت عام ١٩٨٧ من كلية الزراعة بجامعة المنصورة كلية الزراعة، قسم الإنتاج النباتي، ليصبح النبات عشق حياتها الخاص والمختلف.
تقول وفاء: "كنت أحب الزراعة من صغري، فأصبحت هوايتي، ولم أكن أشعر أن النبات مجرد زرع يُجمّل المكان، فأنا أشعر أنه يشاركني مشاعري، واستمر هذا الحب مُعطلًا، لأنني كنت مُنضبطة في عملي كمدير عام إدارة الحدائق ووحدة المشتل بجامعة المنصورة، حيث كنت أذهب قبل ميعاد العمل، وأرحل بعد ميعاد الخروج من العمل، وكنت أهتم أيضًا بالمشاركة في العديد من احتفالات الدقهلية ونادي النيل".
الاهتمام بدقة وجودة وظيفتها، كان السبب في حصولها على جائزة الام المثالي من الجامعه عام ٢٠٢٢، حيث نجحت في تربية 3 أبناء، شابين تخرجا من كلية الهندسة، وشابة تعمل كأستاذة بكلية التربية.
تقول "وفاء": "بعد خروجي على المعاش قررت تحقيق المشروع الذي كنت اتمناه،وهو "مشتل الندى" الذي اخترت اسمه حبًا في شكل قطرات الندى على سطح النبات، وكان المشتل في بدايته يعمل "أونلاين فقط".
تضيف "وفاء" قائلة "استأجرت مقرًا للمشتل، وبدأت بشراء بعض النباتات على عدة مراحل حتى اكتمال المشتل، وكان الأمر الأصعب بدء المشروع بدون أي شركاء، واكتفيت فقط بعزيمتي على النجاح ودعم أسرتي، وهو حلم تأجل لأنني لم أرغب بالتأثير على عملي بالجامعة، وللحفاظ على سيرتي الحسنة وإخلاصي في عملي، دون ظن من الآخرين أنني آخذ من النباتات الخاصة بكلية الزراعة".
تشير "وفاء" لمحتويات المشتل، وتعلق في فخر:"لم أبدأ بتلك الاستاندات الكبيرة، بل بدأت بإمكانيات بسيطة، وكان زوجي وأولادي أكبر داعمين للاستمرار، حيث كانوا يساعدوني في المشتل، بعد أن زرعت فيهم حل النباتات، حتى أن أحد أبنائي، قرر الالتحاق بكلية الزراعة، بعد تخرجه من كلية الهندسة قسم مدني بسبب حبه للنباتات مثلي".
تسافر "وفاء" لجميع أنحاء الجمهورية وخاصة الأسكندرية والقاهرة، لشراء النباتات بنفسها، سعيًا لتوفير تشكيلة من أنواع النباتات المميزة والنادرة، تعلق وفاء قائلة :"يوجد بالمشتل نباتات ظل للمنزل ونباتات مزهرة ونباتات ذات روائح، ودائمًا ما أسعى لأن أحقق جميع طلبات الزبائن، التي كانت أكثر طلباتهم على نباتات المطبخ كالنعناع والريحان والروزماري".
وحول أهم نقاط قوتها بالمشتل، تقول وفاء:" لدي أنواع نباتات نادرة ومميزة، كنت أسافر لشراء النباتات النادرة الغير موجودة بالمحافظة".
تفضل "وفاء" نباتًا بعينه، على الرغم من تأكيدها أنها تتعامل مع جميع نباتات المشتل كـ"أولادها"، حيث تشرح قائلة :"نباتي المفضل هو الصبار، إذ يشعرني بالبهجة، ولا يجلب الطاقة السلبية كما يدعي البعض، بل هو نبات لديه قدرة فائقة على التحمل، وله العديد من الأشكال والأزهار الملونة التي تملأ المشتل الخاص بي".
وحول حلمها، أكدت وفاء أن أكبر أحلامها هو أن ترى الجميع يهتم بالزراعة، لتصبح مصر أجمل، واختتمت حديثها قائلة:" رسالتي لكل امرأة أن تستمر لتكمل رسالتها وتنتج طالما قادرة على العطاء، وأن لا نعتبر السن والمعاش سببًا لعدم الاستمرار".