جانا العيد.. في ظل ارتفاع الأسعار.. إلى متى تصمد "جلابية العيد"؟

تصوير: أرشيفية

كتب/ت عبدالرحمن خليفة
2023-04-22 00:00:00
جانا العيد | نشعر مؤخرًا أن هناك شيء ما بات ينغّص فرحة العيد، لأسباب تختلف من شخص إلى آخر؛ في عدة تقارير نقدمها عبر هذا الملف نطرح السؤال من بورسعيد إلى أسوان؛ لماذا بات الحديث عن بهجة العيد مختلفًا على ألسنة عدد ليس بالقليل ممن حولنا؟ وفي الوقت ذاته ما هي البدائل التي نلجأ إليها كي نتجاوز تلك المنغصات، وتستمر ذكريات أعيادنا حتى وإن كانت مغلفّة بالضغوط الاقتصادية أو الاجتماعية أو التكنولوجية.
 

للمنياوية طقوس معينة في استقبال العيد، منها تفصيل "جلابية" للرجال يحضروا بها الصلاة والعيد، ورغم ارتفاع أسعار الأقمشة وأجور الترزية وهو ما أثر إلى عزوف البعض عن التفصيل وقيام آخرون بالاقتصار على تفصيل واحدة فقط، أبدى آخرون تمسكهم بهذه العادة التي ترتبط لديهم بفرحة العيد.

تكرر تعليق أغلبية من تحدثت معه عن كون خيارات الشعور بفرحة العيد ليست كثيرة بل وتتناقص في ظل الضغوط الاقتصادية المستمرة، فلابد من التمسك بالطقوس حتى لا يفتقدوا كل بهجة العيد، فهي لا تتكرر كثيرًا.

يقول علي عبدالله، 55 عام، إنه يعتز ب "جلابية" أول يوم العيد، التي يختار قماشها بعناية قبل العيد بفترة، متوجهًا إلى الترزي المختص في تفصيل هذا النوع من الجلباب. معلقًا: "التزين فى العيد شئ واجب علينا"، ويضيف: "لا ترتبط فرحة شراء لبس جديد للعيد بالعمر، فأنا لا زلت أفرح وأتمسك بتفصيل الجلابية الجديدة".

يطرح علي أن الأجيال الكبيرة قد تكون أكثر تمسكًا بارتداء الجلباب الجديد والذي يكون له تفصيل خاص أكثر من الاجيال الشبابية التي قد تستغنى من الأساس عن شراء ملابس جديدة للعيد أو تلجأ عادة إلى شراء الملابس الجاهزة، وتميل إلى "الملابس الكاجوال".

بينما يرى هو أن "الجلباب"، يمثل تراثًا لدى "الصعايدة" عمومًا، ولها سمات خاصة تميزه عن أشكال أخرى من الجلباب في محافظات مختلفة، وأنه أحد مظاهر العيد، يضفي لصاحبه بهجة خاصة. ولكن الأزمة تبدو في ارتفاع الأسعار المستمر الذي قد يهدد هذه العادة، إن لم يكن قد أثر عليها بالفعل هذا العام.

يؤيد حديثه عادل جمال، 40 عام، والذي يعمل "ترزي" منذ 23 سنة. يقول: "ننتظر موسم الأعياد كل عام، فالناس هنا تهتم أن يكون لديها جلبابها الخاص في العيد، لذا عادة يمتلئ المحل بالزبائن".

يشير جمال أن العيد هذا العام مختلف، سوى في اقبال الزبائن، أو الأسعار التي ارتفعت بالفعل لما لا يقل عن النصف، موضحًا أنه حاول ألّا يزيد "أجره" هو شخصيًا كثيرًا حتى لا ينعكس الأمر على المبلغ الإجمالي للجلباب الواحد ولكن في النهاية لا يستطيع أن ينكر أن السعر زاد، وأن الأمر أثر على الأعداد التي أقلبت عليه. 

ولم يصب الأمر في صالح الملابس الجاهزة، فالأمر نفسه حصل مع المحال، يعلق عاصم حسين قائلًا: "الأسعار ارتفعت بشكل غير طبيعى، فلو كنت من ذوي الدخل المنخفض ما الذي من المفترض أن نفعله، وكيف يسد حاجة الأسرة كاملة خاصة إذا كان معه أطفال".

ولا يقضي عمرو محمود، 20 عام، العيد هذا العام بملابس جديدة، يقول أنه قرر الاستغناء وارتداء أحد ملابسه القديمة بالفعل. فشراء أسرته الملابس له توقف بعدما تقدم في العمر وصار شابًا، يقول: "لبس العيد بات مرتبط بهل معي فلوس أم لا". 

ويضيف محمد عمرو، 23 عام: "وأنا أصغر عمرًا كان لبس العيد أساس الفرحة بالنسبة لي حتى ولو قعدت به في البيت، لكن الآن صرت أكثر واقعية".