أجرى المهندس محمد عبدالرحمن، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، جولات ميدانية خلال اليومين الماضيين؛ لتفقد عدد من الحقول الإرشادية المزروعة بمحصول القمح، وذلك بعد تلقيها الرية الأخيرة قبل الحصاد، بهدف متابعة حالة المحصول والاطمئنان على كثافة النمو ومستوى نضجه.
وشملت الجولة المرور على الأراضي الزراعية في مركز أبو قرقاص، حيث تابع وكيل الوزارة الحالة العامة للزراعات، ومدى كثافة النباتات، ومرحلة طرد السنابل.
وسادت حالة من القلق بين مزارعي القمح بمحافظة المنيا هذا العام، خشية تأثير التقلبات الجوية على المحصول خلال هذه الفترة، حيث تشهد المحافظة موجات من الرياح الشديدة وارتفاعًا في درجات الحرارة، والذي قد يتسبب في رقاد المحصول، مما قد يؤثر سلبًا على الإنتاجية وجودة الحبوب.
تأثير الموجة الحارة
وأوضح جمال السيد، أحد مزارعي القمح في مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، أن مديرية الزراعة تتابع معهم طوال فترة زراعة القمح، وتقدم لهم الإرشادات اللازمة للتغلب على التحديات التي تواجههم.
وأشار لـ"المنياوية" إلى أن المزارعين يشعرون بقلق متزايد خلال هذه الفترة، خوفًا من تعرض المحصول للرقاد بسبب الرياح الشديدة، مما قد يؤدي إلى فقدان نحو 20% من الإنتاج.
وأضاف أن من بين الإرشادات التي تقدمها لهم مديرية الزراعة تحديد مواعيد الري بدقة، لتجنب حدوث الرقاد الذي يتسبب في خسائر كبيرة للمزارعين، مؤكدًا أن حالة محصول القمح هذا العام تبدو جيدة، لذا ربما يكون الإنتاج أفضل من العام الماضي.
سعر توريد القمح
ويستعد مزارعو المنيا لموسم حصاد القمح، المقرر أن يبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ تتم زراعته في أواخر أكتوبر ويُحصد في منتصف أبريل، وتعد المنيا من بين أكبر المحافظات إنتاجًا للقمح، حيث تُزرع على أراضيها 228,483 فدانًا من المحصول.
وأوضح عبدالرزاق، مزارع من مركز ديرمواس، أن درجات الحرارة خلال هذه الفترة تشهد ارتفاعًا في بعض الأيام، وهو ما يسهم في تسريع نمو المحصول خلال هذه المرحلة، مؤكدًا أن حالة المحصول هذا العام جيدة: "نتمنى أن يكون سعر التوريد للصوامع أعلى من العام الماضي".
وأشار عبد الغني إلى أن سعر التوريد في العام الماضي بلغ 2200 جنيه للطن، بينما تراوح سعر القمح في الأسواق الحرة بين 2800 و3000 جنيه، مؤكدًا أنه في حال لم يكن السعر مناسبًا هذا العام، فإنه لن يقوم بتوريد محصوله للصوامع.
وأعرب جمال السيد، مزارع قمح، عن أمله في أن يكون سعر التوريد عادلًا ويغطي تكاليف الإنتاج، متوقعًا أن يصل سعر التوريد هذا العام إلى 2700 جنيه للطن، مما يمنح المزارعين هامش ربح يضمن استمرارية زراعة القمح وتحفيز الإنتاج المحلي.
وسبق وأكدت مديرية الزراعة بالمنيا، أن الموجة الحارة الحالية تتناسب مع المحاصيل الزراعية، خاصة القمح، موضحة أن ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة يسرّع من عملية النضج، مما يؤدي إلى تبكير الحصاد بنحو أسبوع.
وأوضحت المديرية، في بيان لها، أن الموجة الحارة تعد طبيعية بالنسبة للمحاصيل الشتوية، مشيرة إلى أن حصاد بعض هذه المحاصيل بدأ بالفعل خلال الأيام الماضية.