مر قُرابة شهر على نقل تجار سوق الحبشي القديم إلى سوق قرية "ماقوسة"، الذي افتتحه محافظ المنيا، اللواء عماد كدواني، في 17 فبراير الماضي، وذلك ضمن خطة المحافظة للقضاء على الأسواق العشوائية، لكن على الرغم من استقرار التجار، إلا أنهم يبتلعون على مضض العديد من المشكلات.
لا تقتصر تلك الصعوبات على تدعيم السوق بالمرافق والخدمات فحسب، بل إن الأزمة الأساسية تكمن في عدم تعويض المحافظة لهم ماليًا بعد مغادرتهم محالهم المملوكة بسوق الحبشي القديم، فبحسب ما قال تاجر الخضروات حامد علي، أن المحافظة أخذت منهم عقود المحلات.
في الوقت نفسه فإنهم يستأجرون المحال بالسوق الجديد، البالغ عددهم 380 محلًا تجاريًا، بقيمة 2500 جنيهًا للمحل الواحد، بجانب دفعهم تأمين قيمته 28 ألف جنيهًا.
ورغم الأعباء المالية الواقعة على التجار، إلا أنهم لم يرفعوا أسعار الفاكهة والخضروات، وهو ما يؤكده مصطفى شعبان، أحد أصحاب محال الفاكهة بالسوق، بجانب ذلك فإن الأرباح الخاصة بهم قلت مقارنة بأرباح السوق القديم "لو كنت بكسب في السوق القديم مثلًا ألف جنيه، دلوقتي بكسب 600 جنيه بسبب الإيجار".
نقص السوق من الخدمات والمرافق
المعاناة الخاصة بالتجار لا تقتصر على ذلك فقط؛ فقد وعدهم محافظ المنيا بتمديد السوق بالمرافق والخدمات، ومن بينها عدادات كهرباء وماء، لكن علي عثمان، صاحب محل فاكهة، يقول إنه حتى الآن لم يتوفر "غاز أو عدادات كهرباء أو مياه حتى الآن".
ويعاني عثمان أيضًا من بعد السوق عن مركز المنيا بنحو ثلث ساعة، إذ أن السوق يستقر بقرية ماقوسة التابعة للمركز، موضحًا "السوق القديم كان جنب البيت، دلوقتي بضطر أركب مواصلات". ليس ذلك فحسب، بل إن الحمامات تقع في نهاية السوق "بنضطر نقطع مسافة كبيرة، وكمان مفيش عمال نظافة لتنظيفها".
يُذكر أن سوق قرية ماقوسة يرجع تاريخ إنشائه إلى العام 2010، لكنه لم يُستغل وقتها، بعدها قامت المحافظة بتشغيله، بديلًا عن سوق الحبشي الذي كانت حركة البيع والشراء فيه غير منظمة، وبحسب التصريحات الرسمية للمحافظ فإن السوق الجديد يمثل نقلة نوعية لحركة التجارة والسوق في المحافظة.
لكن حتى الآن لا تزال حركة البيع والشراء بالسوق الجديد ضعيفة، فبحسب إسماعيل محمد، صاحب محل فاكهة، "الناس مبتجيش هنا كتير، على عكس السوق القديم كانوا موجودين باستمرار"، فالمسافة بين قرية ماقوسة ومركز المنيا تصل إلى نصف ساعة، في حين كان السوق القديم داخل المركز نفسه.
وبجانب عدم إمداد السوق بالكهرباء حتى الآن، فلا توجد إسعافات أولية أو صيدلية، كما يقول محمد، منوهًا إلى أن "بعض التجار يتعرضون للجروح أو إصابات أثناء العمل".
فيما يشتكي شعبان من عدم وجود مظلات للحفاظ على الخضروات والفاكهة من أشعة الشمس حتى الآن، وهو أمر ضروري كما يراه، مُقترحًا زراعة أشجار متنوعة بكافة أنحاء السوق للحفاظ عليه جماليًا.
يأمل التجار أن تتحسن الأوضاع مع الوقت، متمنيين أن تنفذ المحافظة وعودها في تشغيل المرافق والخدمات الأساسية، كذلك أن تنشط حركة البيع، فقد وفرت المحافظة 2 أتوبيس نقل جماعي بالمجان للمواطنين، التي تُعدّ روح السوق الحقيقية.