في خطوة غير تقليدية، قررت المخرجة هند سهيل، اختيار مركز ملوي بمحافظة المنيا لتصوير فيلمها الأول أمانة البحر، ولم يقتصر قرارها على اختيار مكان غير تقليدي للتصوير بعيدًا عن مركزية صناعة السينما في القاهرة، بل اختارت معظم أبطال الفيلم من نفس المحافظة، مثل نبيل بطرس بطل الفيلم وأسامة طه أحد ممثليه.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية زين الذي يتخذ قرارًا متهورًا أثناء تحضير مراسم دفن والدته، وهو سرقة جثتها في سيارة أخيه، لينطلق في رحلة لتحقيق حلم والدته القديم بزيارة البحر، تاركًا قريته الصغيرة خلفه.
قصة الفيلم
بدأت هند كتابة الفيلم خلال العام 2021 بينما التصوير كان في العام 2023، حيث صوّرت أغلب مشاهده في قرية البرشا التابعة لمركز ملوي بالمنيا.
وفيما يتعلق باختيار موقع التصوير، تقول هند سهيل لـ"المنياوية": "لم يكن هناك مكان محدد في البداية، لكن بعد معاينة العديد من المواقع، اختارت قرية البرشا، وعلمت أنه قرارًا موفقًا بعد عرض الفيلم بسبب الصدى الذي حصده".
أما عن اختيار الممثلين، أجرت هند تجارب أداء في ملوي داخل مؤسسة "مجراية الثقافية"، حيث اختارت نبيل بطرس ليكون بطلًا للفيلم بعد زيارتها فريق "بانوراما البرشا" المسرحي في القرية، موضحة أن اختيار البطل من الإقليم كان أمرًا ضروريًا لتعزيز واقعية الفيلم.
توضح أن فكرة الفيلم نشأت لديها بعد فقدان شخصين مقربين، مما دفعها للعمل على فيلم يعكس فكرة الموت المفاجئ، مع التركيز على أمنية توديع الأحباء بطريقة خاصة.
تصف تجربتها بالمميزة رغم التحديات التي واجهتها، مشيرة إلى أن التعامل مع أهل المنطقة كان سهلًا، لكن التحدي الأكبر هو المسافة بين المنيا والقاهرة محل إقامتها.
فاز الفيلم بجائزة "نجمة الجونة" لأفضل فيلم عربي قصير في مهرجان الجونة العام 2024، وعُرض في أسبوع المنيا للأفلام القصيرة الذي نظمته مؤسسة مجراية الثقافية بالمنيا في الفترة من 23 - 27 فبراير الماضي.
تجارب تمثيلية أولى
ويعد فيلم أمانة البحر هو تجربة التمثيل الأولى لـ"نبيل بطرس"، بطل الفيلم وابن قرية البرشا، وفقًا له، موضحًا أنه كان دائم الشغف بالتمثيل منذ صغره، لذا التحق بفريق "بانوراما البرشا"، واختير بعد اجتيازه تجربة الأداء.
يقول لـ"المنياوية": "كنت متخوفًا في البداية، لكن مع تقدم العمل تلاشت مخاوفي، لذا أخطط للإقامة في القاهرة بحثًا عن فرص تمثيلية أكبر، فمن الصعب الحصول على فرص تمثيل جيدة في قريتي".
عن أكبر التحديات التي واجهته أثناء التصوير، تمثلت في تعلم قيادة السيارة، لكنه تجاوز هذه العقبة بدعم من الفريق، مؤكدًا أن ردود الأفعال الإيجابية التي تلقاها في مهرجان الجونة كانت دافعًا قويًا له للاستمرار.
بينما تقول نورهان ياسر، منتجة الفيلم، إن المواقع المركزية لم تكن مناسبة لطبيعة القصة، لافتة إلى أن المقابر الجماعية في القرية كانت من أكثر الأشياء التي لفتت انتباه فريق العمل منذ البداية: "الصعيد مليء بالقصص التي تستحق أن تُروى".
أما بخصوص الكلب الذي ظهر في الفيلم، توضح أنها "تبنّت كلبًا بلديًا" وبدأت تدريبه مع مدرب محترف، حيث استمر التدريب لمدة ثلاثة أسابيع يوميًا لضمان تعاونه أثناء التصوير.