لا يختلف أهالي قريتي عن باقي الأسر المصرية تقريبًا في استقبال عيد الفطر بصناعة مخبوزات الكعك والبسكوت، ولكن هذا العام يبدو الأمر مختلفًا قليلًا في بيوت لطالما تمسكت باستمرار هذا الطقس خلال شهر رمضان. تأثرت الأسر بارتفاع أسعار مكونات "الخبيز"، وبدلًا من الاستغناء تمامًا، انخفضت الكميات التي يعتادون على إعدادها.
تقول أم عمر، ربة منزل: "حاولت أكون حريصه جدًا، وألّا أهدر أي مكونات، وأشترى اللي محتاجاه بس، وقدرت أعمل لأسرتي من كل حاجة كحك وبسكوت وبتيفور وفايش ومنين بملبن، فلكل طفل من أطفالي تفضيله لصنف معين، لكني اضطريت أقلل الكمية اللي كنت بصنعها عن كل عام".
نفس الأمر؛ فعلته أم خالد، ربة منزل، بل أنها تقول أنها اضطرت الاعتماد على السمن العادي بدلًا من البلدي التي كانت تعتاد على استخدامه في إعداد الكحك والبسكوت . وتوضح: "السمن البلدى زاد الضعف تقريبًا عن العام اللي فات، ارتفع من 90 جنيه إلى 170 جنيه".
تشكو أم خالد من الغلاء الشديد، وأنه طال تقريبًا كل شيء. تشير إلى أن الأسر تحاول بقدر المستطاع ألّا تفقد ما تعتاد عليه لأنه يرتبط ببهجة العيد، لكنها في النهاية لم تستطع منع التأثر.
تشرح أم محمد، ربة منزل، الفارق بأنها طرحت لي مثال، تقول: " يعني لو عايزة أعمل كيلو كحك بسكر، هستخدم كيلو دقيق ونصف كيلو سمن، وخميرة بيرة، ونصف كيلو لبن، وسمسم، وكيلو سكر، في العام الماضي: كان كيلو الدقيق ب 10 جنيه، والسمن نص الكيلو 45 جنيه، والسكر 10 جنيهات، ونصف كيلو لبن 3 جنيه، وخميرة بيرة 1 جنيه، وسمسم 5 جنيه، أي أن التكلفة الاجمالية حوالي 75 جنيه، بينما العام الحالي بنفس المكونات وهي كيلو دقيق 22 جنيه، ونصف كيلو سمن 85 جنيه، وخميرة بيرة 3 جنيه، والسمسم 15 جنيه، ونصف كيلو لبن 8 جنيه، والسكر 23، أي أن التكلفة الاجمالية باتت 156 جنيه ".
تعلق أم محمد: "شايف الفرق كبير ازاي، هل كل الناس هتقدر تستحمل ده؟".